أسواق سوريا في رمضان... توقعات بانخفاض أسعار اللحوم لكن الركود سيد الموقف

شهدت أسعار المواد الغذائية الضرورية في سوريا انخفاضًا طفيفًا مع مضي أكثر من أسبوع على بدء شهر رمضان المبارك، ولكن ذلك لم ينقص من حدة أزمات معيشية صعبة تواجه السكان، وعدم قدرتهم على تأمين المستلزمات اليومية.

وقال عدد من الأهالي في سوق 8 آذار الشعبي بحماة، "هذا لا يعني أنه صار بمقدورنا تأمينها، فهي مرتفعة قياساً لقدرتنا الشرائية، وجعلنا هذا الارتفاع نستغني عن الكثير من المواد الرمضانية"، بحسب صحيفة "الوطن" المحلية.

وبيَّنَ العديد من الباعة، أن الشهر الفضيل حرَّك الأسواق ونشَّطها قليلا، ولكن البيع يقتصر على كميات قليلة، موضحين أن المواطنين كانوا فيما مضى يشترون قبل أسبوع من حلول الشهر الفصيل، كل مستلزماتهم الأساسية دفعة واحدة، وأما اليوم فيشترون أقل كمية ممكنة.

ذلك بينما بيّن عضو لجنة تجار ومصدري الخضار والفواكه بدمشق محمد العقاد أنه لم يزداد الطلب على الخضار والفواكه خلال شهر رمضان الحالي كما كان متوقعاً وبقي ضمن الحدود الطبيعية التي كانت قبل شهر رمضان، لافتاً إلى أن الطلب أقل من السنوات الماضية بنسبة تقارب 50 بالمئة والسبب الرئيسي ضعف القوة الشرائية.

وفي سياقٍ متصل، كشف مدير المسالخ الفنية في المؤسسة السورية للتجارة "مجدي البشير"، في تصريح للصحيفة ذاتها أن مسلخ المؤسسة يذبح يومياً 600 رأس غنم و60 رأس عجل لمحافظة دمشق، لافتا إلى أن استهلاك دمشق اليومي من اللحوم يبلغ 200 طن دجاج و35 طن غنم و7 أطنان عجل.

وحول واقع تصدير الأغنام، بيّن رئيس لجنة مصدري الأغنام في دمشق وريفها "معتز السواح"، أنه لم يتم تصدير أي رأس غنم منذ بداية العام وحتى الآن، موضحاً أن المربين في محافظات حماة وحمص واللاذقية وحلب ودمشق وريفها بانتظار صدور قرار السماح بالتصدير الذي قد يصدر في بداية شهر نيسان القادم ريثما يكون قد انتهى موسم الولادات الذي يبدأ من شهر كانون الأول وحتى نهاية شهر آذار.

وأوضح وجود الكثير من عمليات التهريب من خارج مناطق سيطرة الحكومة والموجود على المناطق الحدودية في محافظات دير الزور والقامشلي والحسكة، إضافة إلى بعض المناطق القريبة من الحدود اللبنانية في محافظة حمص، حيث يتم التهريب إلى العراق وتركيا ليجري تصديره إلى الكثير من الدول الأخرى.

وتوقع السواح أن تنخفض أسعار اللحوم في الأسواق الداخلية مع بداية فصل الربيع، على اعتبار أن وزارة الزراعة قامت بتخصيص خمس مناطق رعي مجاني في البادية السورية واللاذقية وطرطوس، وذلك لمساعدة المربي بألا يتكبّد تكاليف شراء الأعلاف بأسعار مرتفعة، كما تقوم الحكومة بتقديم اللقاحات المجانية والمواد العلفية لقطعان الأغنام لتهيئتها للتصدير لتكون ذات مواصفات عالية ومرغوبة من قبل دول الجوار.

وقد ادعت "الوطن" أن الإقبال على شراء اللحوم من صالات السورية للتجارة يعد جيداً، لأن أسعارها مخفّضة عن أسعار الأسواق بنسبة تصل إلى 25 بالمئة، فقد وصلت المبيعات اليومية لصالات محافظة دمشق إلى 4 أطنان من لحم الغنم، وطن واحد من لحم العجل وطنين من الفروج، علماً أنه توجد 10 صالات لبيع اللحوم في محافظة دمشق، و3-4 صالات في محافظات حمص وحماة وحلب واللاذقية، وهي ما تسمى بصالات البيع المباشر، إضافة إلى أن عدداً كبيراً من الصالات تبيع اللحوم المجمدة.