هل تمتلك عقلية تساعد على تحقيق الثراء..؟ الإجابة في 5 نقاط جوهرية

لا ننكر أن تحقيق الثراء معتمد على عدد كبير من العوامل منها أمور لا يمكن للإنسان التحكم بها كالحظ والقدر، فبعض الأثرياء أصبحوا كذلك لأنهم وُفقوا إلى هذا الطريق بالرغم من أنهم كانوا يعيشون حياة عادية مثل أي شخص فينا.

لكن هذا لا يعني أنه لا توجد نقاط أساسية وعقلية معينة يجب على الإنسان أن يمتلكها حتى يستحق الثراء ويصبح أهلًا للتعامل مع المال. وعدم امتلاك الإنسان هذه المبادئ الجوهرية سيصعّب عليه حياته المالية ويضيّع عليه فرص كثيرة في الحياة كان من الممكن الاستفادة منها لتحقيق ثروة.

معرفة متى يجب أن تغير الطريق:

هيَ نقطة هامة وفارقة بين شخصية الإنسان الثري والإنسان العادي، فالعقلية التي تساعد على تحقيق الثراء دائمًا ما تدرك متى يجب على الشخص أن يغير الطريق، وعقلية الشخص العادي ترغب بالحفاظ على طريقها ذاته طالما أن ذلك يشعرها بالأمان.

مثال توضيحي: أحمد يمتلك شخصية الرجل الغني، وخالد يمتلك شخصية عادية لا تساعد على تحقيق الثراء، كلاهما موظف في شركة س التي تعطي في أفضل الأحوال راتب متوسط يسد احتياجات المعيشة الأساسية.

سيرى أحمد وظيفته الحالية على أنها مرحلة مؤقتة وطريق فرعي يوصله إلى مكان آخر، فهو لا يكتفي بشعور الأمان الذي يحصل عليه من مرتبه التقليدي، وتقوده طموحاته إلى البحث عما هو أكبر من ذلك.

بينما يرى خالد الوظيفة الحالية على أنها بر النجاة من الفقر، ولا يهتم إن كان سيقضي بقية عمره بهذا الشكل طالما أنه يشعر بالأمان، بل إن أقصى أمانيه أن يحصل على ترقية ليزيد راتبه بضع دولارات. والأمان هنا ليس القناعة، لأن خالد يرغب في قرارة نفسه أن يحصل على مال أكثر ويغبط الأثرياء الذين لا يحدهم راتب معين في الشهر فهو غير مقتنع بما لديه لكنه لا يجرؤ على السعي لما هو أكبر.

عقلية الشخص الغني تحسن استخدام أموالها:

الفرق بين الغني والفقير ليس فقط كمية الأموال التي يملكها كل منهما، فلو افترضنا أننا جمعنا أموال العالم بأكمله وأعدنا توزيعها على الناس بالتساوي ستجد بعد سنة أو سنتين عودة الناس ليصبح منهم الشحات في الازقة ومنهم رجل الأعمال الثري الذي يمتلك أموال "لا تحرقها النيران".

إذن فالفرق هنا ليس بكمية الأموال بل الفرق يكمن بطريقة التصرف بهذه الأموال والشخصية التي تديرها.

عقلية الشخص الغني تملي عليك وضع مخططات وأهداف:

إذا كنت تستمتع بوضع أهداف مالية ومخططات محكمة لنفسك حتى تسير عليها فهذا يعني أنك تحمل بجدارة عقلية الشخص الغني، أما لو كنت ترغب بأن تترك الأمور لمجراها وتتكاسل عن التفكير في الغد فأنت بعيد عن الثراء بل في الاتجاه المعاكس له.

ليس من الضروري أن تستطيع تنفيذ مخططاتك وأهدافك جميعها، وليس من المطلوب أن تتحول إلى روبوت يسير وفقًا لكتيب التعليمات، لكن الضروري والمطلوب أن تضع لنفسك نقاط أساسية وخطوط عريضة ومن ثم فإن اختلاف التفاصيل ليس بالأمر الجلل.

مثال: تبعًا للمثال المذكور أعلاه، يحمل أحمد دائمًا أهداف واضحة في طريقه فهو يقول يجب أن اكتسب مهارة جديدة مع نهاية العام ويجب أن أبدأ عمل يدر دخل سلبي خلال 6 أشهر. أما خالد فيعيش حياته "على البركة" ويتحجج أن الراتب لا يعطيه رفاهية التفكير بخطط للمستقبل ليقنع نفسه بالاستسلام.

هل تمتلك شخصية الضحية؟

يلجئ بعض الناس إلى تبريرات شائعة عند فشلهم أو حتى عندما تسير الأمور بشكل أصعب مما كانوا يتوقعون، فنجد أنهم يدّعون دائماً بأن الحياة تعاكسهم وأن سبب فشلهم يتجلى بكونهم "منحوسين" وما شابه من المبررات التي تساعد الضحية على اكتساب سلام نفسي مؤقت والهروب من المسؤولية لكنها لم ولن تساعد في الوصول إلى أي حل وستبقي صاحبها في حلقة مغلقة.

يتحمل الإنسان الناجح مسؤولية ربحه وخسارته ويفهم كيف يواجه كلا الوضعين ويتعامل معهما بالشكل المناسب، بينما أصحاب عقلية الضحية لا يرون أنفسهم إلا كالشجرة التي انقطعت عنها المياه وتحتم عليها الموت لأنها لا تستطيع أن تتحرك.

هل تربكك مغريات الحياة؟

تحمل الحياة في جعبتها الكثير من المغريات التي تشجع الإنسان على الإنفاق والاستهلاك قدر الإمكان، لكن الشخص صاحب العقلية التي تساعد على الثراء لن تربكه مغريات الحياة وسيجيد التعامل معها.

اصنع لنفسك هدفًا واتجه إليه كما يتجه اللاعب المهاجم بالكرة مباشرة نحو الهدف، هل شاهدت لاعب يحمل الكرة ويتمشى في الملعب؟ هذا تماماً ما تفعله حين تشتت أموالك هنا وهناك، مغريات الحياة كثيرة ولا يكفيها ملئ الأرض ذهباً لتحقيقها جميعاً فلو التفتت إلى كل إغراء تقابله في طريقك لأفلست في بداية الطريق.