لا يطلبون عطلة ولا زيادة راتب... الروبوتات تغزو سوق العمل في أميركا مبكرًا

دخول الروبوتات في سوق العمل ليس بالأمر الجديد أو المستغرب، بل هو قضية نسمع عنها منذ وقتٍ طويل، وكان يتراوح الحديث حول هذا الموضوع بين كونه خيال علمي إلى تجارب فعلية لكنها مكلفة وغير فعالة كما المطلوب.

لكن الروبوتات بدأت في السنوات الأخيرة بقلب موازين المعادلة بالفعل، وأصبحنا نقرأ بيانات لافتة صادرة من الدول المتقدمة بهذا الخصوص. وما نقصده بكلمة "روبوت" هنا ليس التصور النمطي لدى البعض بأنه إنسان آلي يتحرك بصورة غريبة، بل كل نظام مؤتمت يملك شيء من الذكاء الاصطناعي هو روبوت.

الروبوتات تستحوذ على الوظائف في أميركا:

تولى عدد أكبر من الروبوتات وظائف تتراوح من التقاط الزجاجات وعلب الصفيح من فوق السيور في منشآت إعادة تدوير القمامة إلى وضع سلع استهلاكية صغيرة في صناديق من الورق المقوى في مستودعات التجارة الإلكترونية.

واستحوذت الروبوتات بذلك نسبة أكبر من سوق العمل الأمريكي العام الماضي مقارنة بأي وقت مضى. بل يبدو أن المزيد منها ستقتحم سوق العمل في 2022.

ولتوضيح ذلك يكفي القول إن الشركات في أنحاء أمريكا الشمالية، قد أنفقت أكثر من ملياري دولار لشراء نحو 40 ألف روبوت في عام 2021 وحده، لمساعدتها على مواجهة معدلات طلب قياسية ونقص اليد العاملة الناجم عن الجائحة.

وتولت الروبوتات مهام في عدد متزايد من الصناعات، وتوسعت إلى ما هو أبعد من تواجدها غير المسبوق في قطاع السيارات.

الروبوت لا يشعر بالجوع ولا يأخذ فترة راحة... من يحتاج العمالة البشرية إذن؟

يقول "بريان تو" المدير التنفيذي البارز في شركة دي.سي.إل لوجيستكس في ولاية كاليفورنيا التي بدأت الاستعانة بالروبوتات لأنشطتها في قطاع التجارة الإلكترونية خلال الجائحة "بالنسبة للعمالة البشرية، يعتمد معدل إنتاجهم على ما إذا كانوا يشعرون بالجوع أو التعب أو حتى إذا كانوا استهلكوا قهوتهم. في المقابل، الروبوتات سريعة على نحو يعوّل عليه ولا تأخذ فترات راحة."

ووفقا لبيانات جمعتها مجموعة الصناعة المعروفة باسم جمعية تطوير الأتمتة، فقد طلبت المصانع وغيرها من المستخدمين الصناعيين شراء 39,708 روبوتات في عام 2021، بزيادة 28 في المائة عن عام 2020.

وكان الرقم القياسي السنوي السابق لطلبات الروبوت سُجل عام 2017 عندما طلبت شركات في أمريكا الشمالية 34,904 روبوتات بقيمة 1.9 مليار دولار.

وحتى عام 2016، كان عدد الروبوتات التي اشترتها شركات صناعة السيارات يتجاوز ضعف عددها في جميع القطاعات الصناعية الأخرى مجتمعة.

لكن في عام 2020، تفوقت الشركات الأخرى على شركات صناعة السيارات في شراء الروبوتات، وزادت حصة الروبوتات التي ذهبت إلى الشركات غير المتخصصة في صناعة السيارات بشكل أكبر في عام 2021.

وتقول جمعية تطوير الأتمتة إن صناعات المعادن والأغذية والسلع الاستهلاكية تشهد نموا أسرع من غيرها في طلبات الروبوتات. كما أن التجارة الإلكترونية من بين القطاعات التي تشهد اعتمادا متزايدا على الروبوتات.

ويقول المدير التنفيذي"تو": "لا يزال لدينا عمال يعملون بجانب الروبوتات، لكن يمكننا تقليل العمالة بواقع النصف تقريبا".

هل ستقضي الروبوتات على وظائف وأعمال البشر؟

الإجابة نعم ولا بنفس الوقت، فإذا كنت من أولئك الذين لا يجيدون إلا الأعمال المعتمدة على القوة البدنية أو الأعمال التي يمكن أتمتتها، فيؤسفنا إخبارك أن الروبوتات ستحل محلك عاجلًا أم آجلًا.

في المقابل، فإن الروبوتات ستخلق وظائف جديدة متعلقة بالذكاء الاصطناعي وعلوم الميكاترونيكس والبرمجة. فالروبوت بالنهاية لن يتمكن من تطوير نفسه أو إصلاح نفسه... في الوقت الحالي على الأقل.