ازدياد عدد المليارديرات رغم الجائحة... والغارديان تقول إن هذا إدانة لنظام اقتصادي معيب

الثراء رغم كورونا

ارتفع عدد المليارديرات على مستوى العالم، على الرغم من التردي الاقتصادي الكبير الذي ترافق مع ظروف انتشار جائحة كورونا والإغلاقات الاقتصادية المترافقة. وأظهر ذلك مدى ازدياد طبقة معينة من المجتمعات ثراءً، مع تحول معظم الطبقة الوسطى إلى فئة المحتاجين.

أكبر زيادة في أثرياء بريطانيا منذ عقود

وأظهر تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية قبل يومين. أن عدد المليارديرات في المملكة المتحدة قد أضيف إليه 24 شخصاً مقارنة بما كان عليه قبل 12 شهراً. وهذه أكبر زيادة في مليارديرات البلاد منذ إطلاق قائمة الأثرياء قبل 33 عاماً.

في ظروف كورونا… الثروة تركزت لدى فئة قليلة من البريطانيين

وانتقدت "الغارديان" تركز الثروة لدى عدد من الأشخاص أو نسبة ضئيلة جداً من المجتمع. ووصفت خلق مثل هذا التركيز للثروة أثناء انتشار الوباء بأنه "إدانة لنظام اقتصادي معيب". وقالت إن نتائج الاستطلاع الأخير الذي نشرته صحيفة "صنداي تايمز"-الذي يظهر أن الأغنياء في بريطانيا أصبحوا أكثر ثراءً- نشرت في وقت شهد فيه الكثير من الناس عاماً من المشقة والخسارة والملل.

كيف هو وضع الثروات والاقتصاد في بريطانيا؟

بحسب البيانات… بين 2016 - 2018 كان لدى حوالي 40% من السكان ثروة صافية متراكمة صفرية. حيث تستغرق الأسرة أكثر من 400 عام حتى تصل إلى متوسط ثروة أقل من 1% من الأغنياء. كما أن متوسط ثروة 1% من الأغنياء في عام 2018 لم يكن 18% كما يُزعم رسمياً. بل 23% على الأقل، وقد اتسعت فجوة الثروة منذ ذلك الحين.

وارتفعت قيمة الأسهم في لندن بنسبة 17% عن العام السابق، مع سعي المستثمرين لتحقيق مكاسب في ظل انخفاض نسبة التضخم. بينما ارتفعت أسعار المنازل بنسبة 10.2% على أساس سنوي، وهو أعلى معدل نمو سنوي منذ 14 عاماً. وحول ذلك علقت الصحيفة: "لا حاجة لبذل جهد كبير لزيادة قيمة الثروة إذا كان الفرد محظوظاً بما يكفي ليكون ميسوراً".

وتظهر القائمة من ازداد ثراءً جراء الأعمال التجارية خلال فترة الوباء مقابل الخاسرين. غير أن صعود وهبوط الشركات -بحسب الصحيفة- ليس تفسيراً لما يجري، بسبب أن جزءاً كبيراً من المكاسب في ثروة الأسرة تعود إلى ارتفاع أسعار الأصول المالية وليس الفطنة التجارية. كما أن وضع مالكي الأصول كان جيداً جداً خلال كورونا بفضل الإجراءات الحكومية، وفق "الغارديان".

ويصرح الخبير الاقتصادي الفرنسي "توماس بيكيتي"، بأن معدل العائد على الأصول إذا تجاوز معدلات النمو الاقتصادي والسكاني، فإن الفجوة ستتسع أكثر بين أغنى السكان وبقية الشعب. بينما يلزم لمعالجة الوضع "إضافة برامج رعاية اجتماعية موسعة، ووضع خطة لضمان مواطن الشغل، وفرض آليات لتقليل مزايا الثروة الموروثة"، وفق رأيه. بينما رأت صحيفة "الغارديان" أنه قد آن الأوان لإعادة التفكير في كل هذا لخدمة مصالح المجتمع بشكل أفضل.