تعرف على معنى تعدين العملات الرقمية المشفرة وعلاقتها بالبيئة والمناخ
تناقل وقرأ كثير من الناس معلومات قد تكون وفيرة حول العملات الرقمية المشفرة وتداولها. غير أن كثيراً من التساؤلات بقيت في أذهاننا حول طريقة "تعدين" هذه العملات وآلية ذلك وعلاقته بالمناخ.
ما هو تعدين العملات الرقمية المشفرة؟
يطلق التعدين بالنسبة للعملة الرقمية "البتكوين" مثلاً، على عملية إنشاء عملة جديدة باستخدام أجهزة الكمبيوتر فائقة المواصفات، تقوم هذه الحواسيب بحل الخوارزميات وفك الشيفرات الرياضية المعقدة. وتحفظ هذه الشيفرات والمعادلات عمليات تداول العملة والبيانات وتسجيلها في سلاسل محاسبية تسمى "سلسلة الكتل"، وتحتوي كل شيء.
ويحتاج هذا "التعدين" وهذا الكم الهائل من البيانات، أجهزة كمبيوتر ذات كفائة عالية جداً وفاعلية تامة. ولكون العملة لا مركزية ولا تخضع لسيطرة وتوثيق الحكومات. يتم تحديثها باستمرار من خلال شبكة من أجهزة الكمبيوترات المصممة لهذا الغرض حول العالم.
ويستهلك تعدين وحدة البتكوين وسطياً نحو 10 دقائق من حل البرمجيات ومعالجتها عبر الشبكة. وهذا يستهلك مقداراً كبيراً من الطاقة الكهربائية مع اتساع شريحة مستخدمي هذه العمليات. وبالنتيجة يحصل أولئك على العملات والعمليات مع إعفاء من رسوم المعالجة.
علاقة تعدين العملة بالبيئة والمناخ
ولمعرفة العلاقة الوثيقة بين الأمرين لا بد من معرفة أن تعدين 75% من عملة البتكوين يتم في الصين وخاصة في المناطق الريفية. ولكون ثلثا الطاقة الكهربائية المستهلكة في الصين يتم توليدها من الفحم الحجري، فإن الطاقة المستهلكة لتعدين العملات المشفرة مصدرها ضار بالبيئة. وكلما ارتفع سعر البيتكوين وعملياتها ستزداد كمية الطاقة المستهلكة وسيزيد التلوث البيئي وانبعاثات غاز الكربون. وبذلك ستتسارع عملية الاحتباس الحراري.
وفي بداية الأمر، عندما كانت العمليات والتعدين محدود جداً، كان الأمر يتم في الصين من حواسيب شخصية متوسطة المواصفات، غير أن ذلك لم يعد يصلح بعد ازدياد العمليات. وصار يتطلب كمبيوترات أحدث وطاقة أكبر. ثم تم في الصين افتتاح أكبر مرافق تعدين البيتكوين، وذلك نظراً إلى رخص أسعار الكهرباء فيها.
وبحسب تقرير جامعة "كامبريدج"، فإن تعدين البيتكوين يستهلك أكثر من 120 تيرا واط في الساعة سنوياً، وهو ما يعادل اسهتلاك الكهرباء سنوياً لكل من ماليزيا أو السويد أو الأرجنتين. ويستهلك إنتاج العملة حالياً نحو 0.59% من إنتاج الكهرباء العالمي، أي ما يكفي لتشغيل جميع غلايات الماء في بريطانيا لمدة 33 عاماً.
ويتوقع أن يصل استهلاك الطاقة في التعدين سنوياً في الصين، إلى 300 تيرا واط في الساعة بحلول عام 2024. وينتج عن هذا نحو 130مليون طن متري من انبعاثات الكربون. ويعادل ذلك انبعاثات غازات الاحتباس الحراري السنوية لكل من جمهورية التشيك وقطر، وفق خبراء صينيون.