كيف يتوصل رواد الأعمال والأثرياء إلى أفضل أفكارهم؟
في كتابه "اختراقات كبيرة صغيرة" (Big Little Breakthroughs) الصادر مؤخرًا، يقدم "جوش لينكنر" نهجًا مختلفًا للتوصل لأفكار مبتكرة. إذ يشير " لينكنر" إلى أنه على سبيل المثال، بدلاً من السعي لاكتتاب أولي بقيمة 10 مليارات دولار، أو الحصول على جائزة نوبل، يركز أفضل المبتكرين على الأعمال المبتكرة الصغيرة التي تمهد الطريق لتحقيق مكاسب هائلة بمرور الوقت.
ويؤكد " لينكنر" أن جميع الأشخاص بإمكانهم أن يكونوا مبتكرين كل يوم، ويبرهن على ذلك من خلال مشاركة الطريقة التي يفكر بها الأشخاص الذين يقومون بأشياء استثنائية في الأعمال التجارية، والصحة والتعليم وغير ذلك من مجالات.
فهم المشكلة المطروحة بشمول وتريث:
بدلاً من محاولة الوصول لحل معين بسرعة، يأخذ المبتكرون وقتًا كافيًا لفهم التحدي الذي يواجههم أولاً، وبذلك لا يضيقون نطاق تفكيرهم عند حلول معينة، لكنهم يكونون مرنين ومنفتحين للتفكير في حلول مبتكرة، من أجل التوصل في النهاية للحل الأمثل للمشكلة.
البدء قبل الاستعداد:
يأخذ المبتكرون زمام المبادرة لبدء ما يريدون القيام به، بدلاً من انتظار الموافقة أو التعليمات التفصيلية أو الظروف المثالية، فهم على استعداد لتصحيح المسار طوال الوقت، والتكيف مع الظروف المتغيرة في الوقت الفعلي.
قد يبدو هذا الطرح غريبًا على المسمع، لكنها الحقيقة. فكثرة الاستعدادات والتحضيرات والخطط المبدئية دائمًا ما تقتل الفكرة وتثبط العزيمة، وغالبًا ما يؤول الأمر إلى رؤية العديد من العقبات والاستسلام أمامها قبل محاولة تخطيها.
والمقصود هنا بالتأكيد ليس ترك التحوط، وخوض المغامرة في طريق مظلم بدون أدنى خبرة أو فكرة، إنما ما يريد الكاتب إيصاله في هذه الجزئية هو ذم كل من التسويف والمماطلة وكثرة التفكير بلا فعل.
الاختبار:
يتم تعزيز الابتكار وتقليل المخاطر المصاحبة له من خلال إجراء التجارب والاختبارات، فمن خلال وضع نظام وشروط للاختبار، يمكن تطوير الأفكار وتحسينها.
الاستباقية:
في حين يميل معظم الأشخاص لعدم اتخاذ أي إجراء مختلف طالما أن الأمور تسير على ما يرام، فإن المبتكرين على العكس من ذلك يتسمون بالاستباقية، فهم يقومون بتحليل الأمور بدقة وإعادة بناء ما يستلزم ذلك بشكل استباقي، من أجل تقديم منتجات وأنظمة وعمليات وأعمال متطورة.
إيجاد طريق مختصر وابتكار فكرة مختلفة:
يفضل المبتكرون الأساليب غير المتوقعة عن الطرق الواضحة، فهم يسعون يوميًا للتوصل إلى أفكار غير تقليدية، وأحيانًا غريبة، من أجل الخروج بنتائج أفضل. فبينما يشعر معظم الأشخاص بالأمان عند سلوك ذات الطريق لمرات ومرات، يبحث المبتكرون عن طريق مختلف ومختصر دائمًا.
الاستفادة من الموارد المتاحة بذكاء:
يتميز المبتكرون بقدرتهم على القيام بالكثير باستخدام أقل الموارد المتاحة، فاستخدام الموارد بذكاء والحفاظ عليها يمكن أن يساعد في التوصل إلى اختراقات غير مسبوقة. وكلما احتاج الشخص لموارد أكثر من أجل عمل بسيط كلما دل ذلك على أنه بعيد عن عقلية الناجحين والمبتكرين.
التركيز على التفاصيل:
في حين يحاول معظم الأشخاص التركيز على التوصل إلى فكرة مبتكرة تمامًا من أجل التميز، يتبع المبتكرون نهجًا مختلفًا، فهم يركزون على التفاصيل الصغيرة التي يمكن أن تؤدي إلى تحسين النتائج بشكل كبير، فيمكن من خلال إضافة شيء بسيط للغاية إلى منتج أن يجعله متميزًا ومبتكرًا ومختلفًا عن باقي المنتجات المنافسة.
المثابرة والثبات أمام المشاكل:
يدرك المبتكرون جيدًا أنه لا مفر من وقوع المشكلات، لذلك فهم يحرصون على التحلي بالمرونة لمواجهة التحديات، فالأخطاء جزء مهم من عملية الابتكار ويمكن تحويلها إلى مزايا من خلال دراستها والاستفادة منها.