أكبر تكدس نفطي في التاريخ يشارف على الانتهاء بعد انتعاش الطلب

تخزين النفط

سرّع التعافي الاقتصادي العالمي من جائحة كورونا. من استهلاك التكدسات النفطية الكبيرة التي أصابت الكثير من الدول المنتجة والمستوردة بحالة من التخمة جراء تخزين النفط.

كم بقي من تكدسات تخزين النفط السابقة؟

ولم يتبقى من تكدسات النفط سوى نحو 20% من الفائض المتدفق على مرافق التخزين في الاقتصادات المتقدمة. وذلك منذ أن انهار الطلب على النفط خلال العام الفائت. بحسب "وكالة الطاقة الدولية".

وقال "إد مورس" رئيس أبحاث السلع في شركة "سيتي غروب". إن مخزونات النفط التجارية عبر منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عادت إلى المتوسط المسجل في 5 أعوام، وما تبقى من الفائض يتركز بالكامل تقريباً في الصين، التي تعمل على بناء احتياطي دائم من البترول. وهذا ما أكدته وكالة "بلومبيرغ".

ومن المتوقع أن يستهلك التخلص من فائض النفط بعض الوقت. وخاصة بعد قرار الدول المنتجة تخفيض الإنتاج. غير أن هناك مخاوف من السلالات الجديدة من كورونا. وبحسب وكالة الطاقة فإن مخزونات النفط في الاقتصادات المتقدمة أكثر من متوسط المخزونات بين 2015 و2019 بنحو 57 مليون برميل. وذلك مع تراجع الطلب العالمي على الوقود بنسبة 20%. والتحذيرات من نفاد المساحة المتوفرة لتخزين النفط.

مقدار الاستهلاك العالمي من مخزونات النفط المتكدسة

وفق التصريحات الرسمية والتقارير الدولية، فقد استنفدت الولايات المتحدة المخزون المتراكم عملياً، فقد انخفض إجمالي مخزونات النفط الخام أواخر شباط الماضي إلى 1.28 مليار برميل، وهو مستوى مسجل سابقاً قبل انتشار كورونا. بينما تراجعت المخزونات في الساحل الأمريكي الشرقي إلى أدنى مستوياتها منذ 30 عاماً.

كما وانخفض أيضاً الاحتياطي البترولي الإستراتيجي الأمريكي، الذي هو عبارة عن كهوف ملحية تستخدم لتخزين النفط للاستخدام في حالات الطوارئ. حيث أزيل في الأشهر الأخيرة نحو 21 مليون برميل من الموقع.

وبعد أن تم تحويل الناقلات إلى مستودعات عائمة مؤقتة مع امتلاء مرافق التخزين البرية خلال 2020. بدأت هذه المستودعات بالتناقص. وتراجعت نسبة الفائض نحو 27% إلى 50.7 مليون برميل، وهو أدنى مستوى في عام.

وفي الساحل الغربي لجنوب أفريقيا، استنزفت صهاريج تخزين النفط الخام في مركز خليج "سالدانها". ومن المتوقع أن تنخفض المخزونات في المحطة إلى 24.5 مليون برميل. وهو أدنى مستوى في عام.

ويشهد العرض والطلب على النفط حالياً حالة توازن، بعد اتباع منظمة أوبك وحلفاؤها سياسة كبح الإنتاج وتخفضي الإنتاج نحو 10 ملايين برميل يومياً. وهذا ما ساعد سعر الخام الدولي إلى الوصول لحدود 67 دولار للبرميل. ومع زيادة الطلب بشكل أكبر، ستنخفض المخزونات العالمية بمعدل 2.2 مليون برميل يومياً في النصف الثاني من العام.