مع أنها أكبر منتج له في العالم... لهذه الأسباب تشتري أمريكا النفط الروسي

ذكر أحدث تقرير صادر عن واحدة من أقوى وكالات التصنيف الائتماني في العالم "ستاندرد آند بورز"، أن حصة واردات الولايات المتحدة من النفط الروسي بلغت مستوىً قياسيًا واستحوذت على نسبة 8% من إجمالي حجم واردات النفط للولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني من العام الجاري.

وفي مقال نشره موقع المركز الروسي الإستراتيجي للثقافات، ذكر الكاتب "فلاديمير ماليشيف" أن هذه الحصة آخذة في الارتفاع بعد أن شكلت واردات الولايات المتحدة من النفط الخام الروسي عام 2018، 4% من جملة الواردات، وذلك وفقا لبيانات "ستاندرد آند بورز".

وفي الواقع، تجاوز الحجم الإجمالي لإمدادات النفط من روسيا إلى الولايات المتحدة حاليًا حجم إمدادات المملكة العربية السعودية. وفي حين بلغت الواردات الأميركية من النفط الروسي أعلى مستوى لها في 10 سنوات، تواصل المصافي الأميركية زيادة حجم مبيعاتها.

لماذا تشتري أمريكا النفط الروسي وهي أكبر منتج للنفط في العالم؟

أفاد خبير الاقتصاد والسياسات النفطية في مؤسسة "فينام" للأوراق المالية والاستثمار "ألكسي كالاتشوف"، بأن المصافي الأميركية تعمل بنوع معين من المنتجات، وذلك ما يسوّغ حاجة الأميركيين إلى النفط الروسي. وتابع الخبير حديثه قائلا إن معظم النفط الثقيل في الولايات المتحدة يُستورد من فنزويلا، وفي ظل فرض عقوبات صارمة عليها، اتضح أن النفط الروسي أصبح الأنسب للمصافي الأميركية.

بالإضافة إلى ذلك فإن الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم؛ إذ تظهر بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أن الاستهلاك الأمريكي من النفط خلال عام واحد يبلغ 20.41 مليون برميل يوميا، الذي يُشكل أكثر من خُمس (20 في المائة) الاستهلاك العالمي من الخام.

وبالمقابل فإن احتياطيات الولايات المتحدة من النفط تعتبر متواضعة مقارنةً مع احتياطيات دولة نفطية كبيرة كالسعودية مثلاً. حيث تسبح المملكة العربية السعودية على احتياطيات ضخمة بنحو 266.26 مليار برميل، بحسب بيانات وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودية. وتكفي هذه الاحتياطيات لتغطية الإنتاج الحالي (10.7 مليون برميل يوميا) لأكثر من 68 عاما، وهو ما يضع السعودية في مأمن على الأقل خلال تلك الفترة، ويمكنها من الوفاء بالتزاماتها بمد السوق العالمية بالنفط على الأقل لفترة الـ 68 عاما.

على الجانب الآخر، تبلغ احتياطيات النفط الأمريكية 32.77 مليار برميل، وهو ما يكفي إنتاج الولايات المتحدة نحو ثماني سنوات فقط.

أي أن الولايات المتحدة غير مضطرة لوضع ثقلها بأكمله على احتياطيات النفط المحدودة الخاصة بها لأسباب هي تراها منطقية، وترجح بدلًا من ذلك الموازنة بين الإنتاج والاستيراد.