شبح خلافات البريكست يخيم من جديد... فرنسا تحذر بريطانيا وتتوعد بالانتقام
احتدمت المشاكل التجارية المنطوية تحت "خلافات البريكست" بين بريطانيا وفرنسا بشكل لافت خلال الأيام الماضية. إذ هددت فرنسا بمنع اللوائح التي من شأنها أن تسمح للشركات المالية البريطانية بممارسة الأعمال التجارية في أوروبا إذا لم تحترم بريطانيا التزامات خروجها من الاتحاد الأوروبي بشأن الصيد.
من جانبه، قال وزير الشؤون الأوروبية الفرنسي "كليمان بيون" لتلفزيون بلومبرغ: "يجب على المملكة المتحدة تقديم تراخيص، وتصاريح للوصول إلى مياهها الإقليمية لصيد الأسماك"، مؤكداً "هذه هي الصفقة".
وأضاف، إذا لم توفر المملكة المتحدة إمكانية الوصول إلى مياهها لقطاع صيد الأسماك وفقاً لاتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، فسيتم اعتماد تدابير انتقامية في قطاعات أخرى، بما في ذلك الخدمات المالية.
وقال "بيون" مستطردًا، "طالما لم يتم الوفاء بالالتزامات المتعلقة بالصيد، فلن نقدم شيئاً". واصفاً الأمر بـ "أنه مقايضة".
خسائر ضخمة تخلفها تعقيدات البريكست:
قدرت شركة الاستشارات "إرنست أند يونغ"، أنه تم نقل نحو 7500 وظيفة في القطاع المالي و1.2 تريليون جنيه إسترليني (1.6 تريليون دولار) في الأصول من بريطانيا إلى الاتحاد الأوروبي بالفعل.
على الجانب الآخر، دعت فرنسا الاتحاد الأوروبي إلى تسريع تنفيذ اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بعد أن احتج الصيادون الفرنسيون الأسبوع الماضي في ميناء بولوني لتأمين الوصول إلى مياه المملكة المتحدة. حيث منعوا شاحنات تحمل المأكولات البحرية القادمة من بريطانيا، قائلين إنهم عانوا من تأخيرات في الحصول على تراخيص للصيد في مياه المملكة المتحدة. ونفت السلطات البريطانية حدوث ذلك، ووصفت الحصار بأنه غير مبرر.
وتعهدت الحكومة الفرنسية يوم الاثنين بتقديم 100 مليون يورو (121 مليون دولار) لدعم الصيادين في شمال فرنسا المتضررين من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وهي حزمة مساعدات وافقت عليها المفوضية الأوروبية، وقالت إنه سيتم تسليم 21 ترخيصاً جديداً للصيادين الفرنسيين للوصول إلى المياه البريطانية.
واعتبر "بيون" أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كان صفقة جيدة ولكن لا ينبغي أن يكون" شيكاً على بياض"، كما يمكن أن تشمل الأعمال الانتقامية لعدم الامتثال "الرسوم الجمركية".
ومن المقرر أن يصوت أعضاء البرلمان الأوروبي على التصديق على الاتفاق في وقت لاحق يوم الثلاثاء، بعد 4 أشهر من إبرامه. فيما كان صيد الأسماك أحد أهم المواضيع في تلك المفاوضات حيث قادت فرنسا معركة للسماح للصيادين القاريين بالوصول إلى مياه المملكة المتحدة، إلى جانب الحدود الأيرلندية.
المصادر: بلومبرغ - إرنست أند يونغ - العربية نت