بعيدًا عن الصناعة والتجارة... كيف تؤمن الدول مصادر دخلها؟

غالبًا ما يتم تمويل ميزانية الدول من خلال جمع الضرائب ومساهمات العمال والاستثمارات الحكومية والقروض، إلى جانب مصادر دخل أخرى أقل أهمية مثل الرسوم الإدارية والشركات العمومية. وهذه المداخيل تستخدم لتمويل قطاعات مثل الصحة والقضاء والتعليم، أو تطوير الخدمات الإدارية والبنية التحتية والأجهزة الأمنية.

الضرائب المباشرة... أحد أهم مصادر الدخل الحكومية:

وفقًا لتقريرٍ نشره موقع "الأوردن مونديال" (Elorden mundial) الإسباني، فإن الضرائب ومساهمات العمال هي أهم المصادر لتأمين مداخيل الدول. بالإضافة إلى الضرائب المباشرة على دخل المواطنين والشركات بناءً على مستوى الثروة لديهم. والهدف لدى الحكومات النزيهة لا يكون فقط لتجميع المال بل أيضا الحرص على توزيع ثروات البلاد على كامل الشعب بشكل عادل قدر الإمكان.

وأهم الأمثلة على هذا النوع هو الضريبة على الدخل، تلك التي تطبق على الأصول الشخصية، وضريبة الشركات التي تطبق على الأرباح التي تحققها كل شركة، أما المساهمات العمالية فهي تتغير بحسب الراتب، ويسهم فيها العمال وأرباب العمل، وتستخدم لتمويل رواتب التقاعد.

الضرائب غير المباشرة: تستهدف الجميع

بالنسبة للضرائب غير المباشرة فهي ليست متفاوتة بحسب الدخل، وتطبق على كل المواطنين بشكلٍ متساوٍ عندما يستهلكون سلعة أو خدمة.

والنوع الأكثر شهرة في هذا السياق هو الضريبة على القيمة المضافة، التي تُحصل عند عملية الدفع من خلال إضافة نسبة إلى السعر. ولكن إذا كانت المشتريات سلعًا أساسية مثل الخبز فإن تلك الضريبة تكون أقل بكثير مما هو عليه الحال مع الكماليات مثل العطور.

ويمكن أن تفرض الدول أيضًا ضريبة خاصة غير مباشرة، من أجل زيادة مداخيلها أو دفع الناس للتقليل من الاستهلاك. مثال على ذلك الضريبة المفروضة على الكحول والتبغ والمحروقات، وهنالك ضريبة أخرى غير مباشرة، وهي التعريفات الجمركية المفروضة على السلع التي تشترى وتباع بين الدول.

القروض:

تقوم أغلب الدول بإقراض المال للأفراد والمؤسسات العامة والخاصة المحلية والأجنبية، وتحصل في مقابل ذلك على نسب فائدة، كما يمكنها هي بدورها أن تقترض من هذه الشركات عندما تعاني من عجز في الميزانية.

وبشكل عام يقول خبراء الاقتصاد إن ميزانية الدولة تتأثر كثيرا بحجم الدَّين العام، أي مجموع الدفوعات بذمة الدولة لدى الدائنين. وتكديس هذه الديون يعني أن الثروة التي ينتجها بلد ما لن تذهب لفائدة مواطنيه، بل لتسديد هذه الديون، ولهذا فإن سياسة الاقتراض تؤدي على المدى الطويل إلى التفقير والتبعية نحو الدول الدائنة.

مصادر أخرى متنوعة:

هنالك أيضا وسيلة أخرى لتحصيل الأموال، وهي الضرائب التي توظفها مختلف الأجهزة الحكومية على المواطنين عند استغلال المرافق العامة مثل الطرقات والممرات الجانبية. وهذا يحدث على سبيل المثال عندما تفرض البلدية رسومًا على ركن السيارات، ويدفع الشخص الذي يريد ركن سيارته في مكان معين مبلغًا في مقابل تلك الخدمة، التي تم إنشاؤها بالاعتماد على المال العمومي، كما تفرض الإدارات رسومًا على إصدار الوثائق الشخصية، والدخول للمتاحف، والدراسة في الجامعات.

ومن جهة أخرى يمكن للدولة أن تمتلك شركات ذات صبغة حكومية لزيادة مداخيلها من خلال توفير خدمات بمقابل مادي، كما يحدث مثلا بالنسبة لقطاع النقل العمومي.

وأخيرًا يمكن للقطاع العام أن يحصل على تحويلات مالية من مؤسسات دولية تركز على التنمية الاقتصادية والاجتماعية، إلى جانب وكالات أخرى دولية غير ربحية لا تنتظر مقابلًا نظير هذه الأموال. ومن الأمثلة على ذلك، الصناديق التي ينشئها الاتحاد الأوروبي لفائدة الدول الأعضاء، من أجل دفع النمو الاقتصادي وتطوير قطاع الزراعة أو دفع الاندماج الاجتماعي.