إحصائيات رسمية تنذر بتداعيات خطيرة تظهر على قطاعات هامة في الاقتصاد السوري
لطالما كانت الثروات الزراعية والحيوانية تعتبر من أعمدة الاقتصاد السوري ومصادر هامة في رفد وارداته المالية، لكنها تلقت ضررًا كبيرًا بسبب الأزمات الاقتصادية المتتالية التي لحقت بالبلد. إذ أكدت تقارير رسميّة انخفاض نسبة ذبح الأغنام والأبقار إلى ٨٠ بالمئة نتيجة عوامل متعددة، مما أثر سلبًا على قطاعات غذائية وإنتاجية عديدة تعتمد على الثروات الحيوانية.
وفي سياقٍ ليس ببعيد قال مدير مكتب الحمضيات في وزارة الزراعة "سهيل حمدان"، إن إنتاج الموسم الحالي من الحمضيات انخفض عن الموسم السابق، بنسبة 32.8%.
الثروة الحيوانية والصناعات المرتبطة بها تواجه تهديدات جدية:
بررت مصادر حكومية العطب الذي أصاب قطاع الثروة الحيوانية بأنه ناتج عن عوامل متعددة. وأبرزها ارتفاع أسعار اللحوم، الذي يرجعه متابعون إلى قلّة المعروض من أعداد رؤوس الماشية ولاسيما الأغنام، بسبب النشاط المكثّف للمهرّبين من سورية إلى البلدان المجاور وخصوصاً لبنان الأردن، ومن ثم إلى دول الخليج ذات معدلات الاستهلاك الكبيرة للعواس السوري المرغوب في معظم بلدان العالم.
أما بالنسبة للأبقار فقد أدى نفوق أعداد كبيرة منها بسبب داء الجرب، إلى عزوف المربين عن تربيتها نظراً للخسائر الكبيرة التي لحقت بهم خلال العام المنصرم 2020، ولم تتوافر لدى وزارة الزراعة بعد إحصاءات واضحة عن الفجوة التي حصلت في القطعان جراء مختلف الظروف التي أدت إلى تراجعها.
ويمكن التقاط بعض مؤشرات القطاع من خلال أرقام الاستهلاك المحلّي، وعمليات الذبح التي تجري إن كان في المسالخ المرخصة أو في الأوساط الريفية، وكلّها تظهر كمؤشرات لدى جمعية الدباغة، إذ يبحث الدباغون عن جلود الأغنام والأبقار بما أنها المادة الأساسية لأعمالهم واستثماراتهم.
وتلفت تقارير الجمعية إلى ارتفاع أسعار الجلود الخام من الأبقار والغنم بنسبة ١٠٠ بالمئة، والسبب هو ذاته المشار إليه وحالة النقص الحاد بالجلود المعدة للدباغة.
الاقتصاد السوري... من مصدر إلى مستورد:
تؤكد التقارير الحكومية أنه نتيجةً لانخفاض الذبح في المسالخ، ومرض الجرب، إضافة إلى تهريب الأغنام والماعز، فإن مهنة الدباغة مهددة بالاندثار. فأغلب المنشئات في البلد متوقفة بسبب ضعف السوق المحلية، وغلاء تكلفة التصنيع بالنسبة لسعر الصرف للمواد الأولية.
الأمر اللافت هنا، هو أن سورية لطالما كانت بلداً مصدراً للجلود الخام والمعالجة، فباتت اليوم تشهد مطالبات باستيراد الجلود من الأسواق الخارجية، إذ تطالب جمعية الدباغة باستيراد جلود نصف مصنعة من جلود الأبقار لأن تصنيعها محليًا سيتسبب بخسائر أعلى من تكلفة الاستيراد.
قطاع الحمضيات هو الآخر يقع في براثن الأزمة الاقتصادية:
بلغت تقديرات الإنتاج النهائية لموسم الحمضيات 2020-2021 بحسب مديريتي الزراعة في طرطوس واللاذقية حوالي 819,905 طن يضاف إليها حوالي 12,000 إنتاج بقية المحافظات السورية ليصبح الإجمالي 832,000 طن، بينما في الموسم الماضي كان الإنتاج يتجاوز الـمليون و100 ألف طن.
ولم توضح وزارة الزراعة أسباب تراجع إنتاج الحمضيات في سوريا بأكثر من 300 ألف طن عن الموسم السابق. لكنها ألمحت إلى أن المُزارع في المنطقة الساحلية، لم يعد مهتمًا بالاعتناء بالأشجار بالشكل المطلوب، من ناحية توفير السماد والري والمبيدات وغيرها من الخدمات الضرورية.
وفي هذا السياق أشار معلقون، بأن خطط الحكومة لإقامة معمل للعصائر كما وعدت في السنوات السابقة، لم يتم تحقيقها، وهو ما دفع المزارعين لإهمال أشجارهم، نظراً لعدم قدرتهم على تصريف إنتاجهم في الأسواق السورية.
قد ترغب في مشاهدة: وفقًا للأسعار الرائجة... تعرف على تكلفة إفطار رمضان للعائلة السورية