لبنان... ارتفاع في الأسعار وهبوط جديد للعملة وفقدان للوقود مع اقتراب شهر رمضان

ساءت الأوضاع الاقتصادية في لبنان وبلغت حداً جعل معظم المواطنين بحاجة إلى المساعدات العاجلة، وزاد من تلك المعاناة الانخفاض المتكرر في سعر صرف الدولار. وغلاء الأسعار بشكل جنوبي، وفقدان الوقود وغلاء سعر المتوفر منه، بالتزامن مع قرب حلول شهر رمضان المبارك.

أزمة ارتفاع الأسعار في لبنان

واصلت أسعار السلع في لبنان ارتفاعها المستمر دون توقف أو استراحة، متأثرةً بصعود الدولار دون تأثرها بانخفاضه. ووصلت نسبة ارتفاع عدد كبير من المواد الغذائية إلى 400 في المائة.

غلاء الغذائيات…

فمن خلال نظرة عامة إلى الأسعار في الأسواق، نرى أن سعر طبق البيض الواحد بلغ 40 ألفاً، رغم شراء التجار الطبق بحدود 20 ألفاً. وارتفع سعر البطاطا ١٠٠%. وارتفع سعر زيت الزيتون وجميع الزيوت في لبنان بآلاف الليرات. وبلغ السعر الحالي لربطة الخبز ضعف السعر السابق!. فيما باتت اللحوم خارج القدرة الشرائية للمواطنين.

كما وزادت أسعار الحلويات هذا العام بنحو 4 أضعاف مقارنة بالعام الفائت، وبلغ سعر كيلو "المعمول" نحو 160 ألف ليرة لبنانية، مقارنة بـ35 ألف ليرة عام 2020.

وواجه اللبنانيون بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار في السوق. تقليل الكمية الموجودة في المعلبات، مع تغيير الجودة والنوعية. وهو ما ضاعف "تحليق الأسعار".

غلاء "مؤشر الفتوش"..

وبحسب دراسة أعدها "مرصد الأزمة" لدى الجامعة الأمريكية في بيروت، فإن كلفة تحضير "الفتوش" لعائلة من 5 أشخاص هذا العام ستكون حوالي 18,500 ليرة مقارنة بـ6,000 ليرة عام 2020 ونحو 4,500 ليرة في 2019.

وأفادت الدراسة بأن "قيمة هذه التكلفة على مدى شهر تساوي 555 ألف ليرة، أي ما يوازي 82% من قيمة الحد الأدنى للأجور (675 ألف ليرة)، مما يعني أن أكثرية العائلات في لبنان ستعاني من تأمين السلع والمكونات الأساسية لموائدها خلال رمضان".

ويعتبر "مؤشر الفتوش" معيار قيمي تصدره وزارة الاقتصاد والتجارة اللبنانية في شهر رمضان من كل عام منذ 2012. ويتضمن أسعار 14 مادة تكوّن سلطة الفتوش، وهي (البندورة، الخيار، الفجل، الخس، البقلة، الليمون، البصل، الثوم، النعناع، البقدونس، الملح، السماق، زيت الزيتون، الخبز).

غلاء الأدوية…

وعدل وزير الصحة اللبناني "حمد حسن" أسعار الأدوية، وبرر رفع الأسعار بأنه "منعاً لانقطاع الأدوية في لبنان، ولا سيما متدنية السعر.

ويشمل قرار تعديل التسعيرة حوالى 90% من الأدوية الموجودة بالصيدليات. وهي تعتبر من الأدوية اليومية، منها مثلاً المرتبط بالسكري والضغط والمسكنات والكوليسترول والحساسية وتنظيم الهرمونات. وسيلان الدم وخافضات الحرارة وغيرها.

مقاطعات واعتصامات واحتجاجات!

ولجأ المواطنون أكثر من مرّة إلى دعوات مقاطعة لمنتجات غذائيّة معينة. وأطلق ناشطون مؤخراً حملة لمقاطعة الدجاج والبيض مثلاً.
ودعى حراك "المتعاقدين الثانويين"، المعلمين المتعاقدين في وزارات الدولة وطلاب لبنان وجميع المواطنين. إلى مقاطعة الدخول وشراء الحاجيات بكل أشكالها من كلّ السوبرماركات عدة أيام، لوضع حد لـ"فلتان الأسعار ورفعها والتلاعب بتاريخ الإنتاج ووضع أردأ الأنواع الاستهلاكية"، وتخزين المواد المدعومة كحليب الأطفال والسكر والأرز وغيره.

وقبل أيام… دعا "تجمع أصحاب الصيدليات" لاعتصام للصيادلة، وطالب وزير الصحة بالضغط على شركات الأدوية للتوقف عن احتجاز الأدوية وحليب الأطفال، وتسليمه بشكل عادل للصيدليات، حفاظاً على الأمن الصحي والغذائي للمواطنين.

ونفذت اتحادات ونقابات النقل البري في لبنان، إضرابا لمدة 4 ساعات في كل محافظات البلاد. بالتزامن مع وقفة احتجاجية لمدة 20 دقيقة في مناطق عدة. احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية. ورفضاً لصدور جدولي أسعار للمحروقات في الأسبوع.

لبنان… معظم المواطنين تحت خط الفقر

ووفق دراسة أعدتها لجنة الأمم المتحدة الإجتماعية والإقتصادية لغرب آسيا (إسكوا). وصلت نسبة الفقر في لبنان إلى 55% عام 2020، بعد أن كانت 28% في 2019. فضلاً عن ارتفاع نسبة الذين يعانون من الفقر المدقع من 8% إلى 23% خلال الفترة نفسها. فيما تصدرت لبنان قائمة أكثر بلد عربي غلاءً في المعيشة و23 عالمياً. بحسب "مؤشر غلاء المعيشة لعام 2021" الصادر عن موقع "نومبيو".

أزمة وقود في لبنان

وأكد ممثل موزعي ​المحروقات​ "فادي أبو شقرا"، بإجراء عملية تقنين في توزيع الوقود. مع حصول ضغط كبير على محطات البنزين التي لا تتسلم كميات كبيرة في هذه الفترة. فيما بات بنزين أوكتان 98 شبه مفقود من الأسواق.

مجدداً… تراجع قيمة الليرة اللبنانية

وتراجع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة اللبنانية، اليوم الخميس 8 نيسان 2021، في السوق السوداء. واقترب من حدود 12 ألف ليرة للدولار الواحد، واستقر عند سعر 11800 ليرة.

دعوات لوقف دعم السلع رغم الفقر الشعبي!

وحذر وزير المالية اللبناني "غازي وزني"، من أن الاحتياطيات الأجنبية المتبقية للدعم ستنفد بنهاية شهر أيار المقبل، ما لم يتم تقليص الدعم الحكومي المخصص لتمويل الواردات الأساسية، والذي يكبد الحكومة 500 مليون دولار شهرياً.

ويعتبر الدعم الجزئي المقدم للسلع الأساسية المنفس الوحيد للمواطنين اللبنانيين أمام ارتفاع أسعار المواد الغذائية، رغم أنها باتت غير متوفرة مؤخراً في الأسواق بالكميات الكافية. بسبب تأخر مصرف لبنان -الذي يدعم دولار استيرادها على أساس 3900 ليرة- بالموافقة على الاعتمادات. وهو ما بات يهدد بحدوث مجاعة لدى كثير من العوائل.