أزمة تؤرق العالم... ارتفاع كبير ينتظر أسعار السيارات والأجهزة الإلكترونية قريباً!

بدايةً من الدول الصناعية الكبرى مروراً بشركات السيارات والهواتف والأجهزة الإلكترونية، كل تلك الجهات بات يشغل بالها أزمة واحدة خانقة بدأت منذ أكثر من شهر. ما يحصل ببساطة هو نقصٌ غير مسبوق يجتاح سلاسل التوريد العالمية في أشباه الموصلات التي تعرف أيضاً بالرقائق الإلكترونية، ولا يبدي هذا النقص أي علامات على الهدوء.

تعد الأجهزة المصنوعة من أشباه الموصلات، ولا سيما السيليكون، مكونات لا غنى عنها في معظم الدوائر الإلكترونية. كما تُستخدم أشباه الموصلات في مكونات شتى في صناعة السيارات، مثل الإدارة الحوسبية للمحركات ومكابح الطوارئ، والرقائق المستخدمة في إدارة المحركات وأنظمة مساعدة السائق. لذا وببساطة، كل جهاز يحتاج شريحة إلكترونية حولنا سيكون معرضاً للتأثر بهذه الأزمة.

سبب الأزمة:

يرصد الخبراء أسباب الأزمة الأساسية بالإشارة إلى أن وباء فيروس كورونا كان بمثابة فتيل الإشعال، حيث ازداد الطلب بشكل كبير على الأجهزة الإلكترونية مع تحول العالم بأجمعه إلى تفضيل العمل عن بعد. ولا ننسى إسهام الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث قامت الحكومة الصينية بخطوة استباقية متمثلة بامتصاص كميات ضخمة من الرقائق الإلكترونية وتخزينها في محاولة احتكار محكمة. وما يزيد الطين بلةً إلا أن إنتاج هذا النوع من الرقائق يتطلب وقت وجهد وموارد كبيرة لذا فالسوق لا يحتمل أي نقص أو احتكار لها.

زيادةً في إمعان الأزمة، فإن شركة "tsmc" التايوانية تستولي على 56% من إنتاج الرقائق في العالم، ومرور التايوان بأزمة جفاف شكّل ضربة موجعة لقطاع صناعة الرقائق الذي يتطلب كميات مهولة من المياه.

وأكثر من ذلك، فقد ربط بعض المراقبون أيضاً ازدهار العملات الرقمية التي تتطلب أجهزة متطورة جداً لتعدينها بزيادة الطلب على الرقائق ووضع حجر عثرة آخر في طريق الأزمة الطويل.

قطاع السيارات يتلقى الضربة الأشد:

في ظل طلب كثيف على الرقائق الإلكترونية، كان قطاع السيارات هو الأكثر تأزماً. وشركات السيارات، التي لا تراها شركات تصنيع الرقائق عميلاً جديراً بالاهتمام كما بالنسبة لشركات الأجهزة الذكية، كانت الأكثر تضرراً.

بدا واضحاً تأثير نقص الرقائق على صناعة السيارات العالمية، حيث أعلنت الشركات تباعاً تعديلات في سلاسل إنتاجها. ففي 19 آذار الماضي، أوردت صحيفةٌ عالمية أن "نيسان" اليابانية ستعلّق جزءا من إنتاجها في أميركا الشمالية لأيام بسبب النقص المستمر في أشباه الموصلات.

وأوضحت مصادر مطلعة أن "نيسان تعدل إنتاجها في عملياتها في أميركا الشمالية" بسبب صعوبات الإمداد "المتعلقة بأشباه الموصلات". كما ستوقف المجموعة المتحالفة مع "رينو" الفرنسية أيضا الإنتاج في أحد مصانعها في المكسيك لعدة أيام.

وجاء ذلك بعدما أعلنت "هوندا" و"تويوتا" أيضاً توقف الإنتاج أسبوعاً في العديد من مصانعهما في أميركا الشمالية بسبب مشكلات متعددة في توريد قطع الغيار. وبسبب النقص العالمي في أشباه الموصلات، خفضت كل من "هوندا" و"نيسان"، في شباط الماضي، توقعات مبيعاتهما للسنة المالية 2020/21 بشكل كبير.

المنتجات الإلكترونية الأخرى ليست أفضل حالاً:

أشارت وكالة "بلومبيرغ" إلى أن كميات بعض الطرازات من هاتف "آيفون 12" كانت محدودة بسبب نقص المكونات، بينما عُزيَت الصعوبات في الحصول على جهاز "بلاي ستايشن 5" من "سوني" وجهاز "إكس بوكس" الأخير من "مايكروسوفت" إلى النقص في بعض الرقائق.

ونقلت صحف عالمية تحذير عدد من الخبراء من أن أسعار أجهزة "بلاي ستايشن" و"آيفون" قد ترتفع هذا العام بسبب نقص في أشباه الموصلات ناجم عن مجموعة عوامل، بينها ازدهار الطلب على الإلكترونيات، والإرباك الذي أصاب سلاسل التوريد بسبب جائحة كورونا والحرب التجارية.

فتدابير الإقفال التي اتُخذت بسبب الجائحة جعلت المستهلكين يلجؤون إلى أجهزة الكمبيوتر أو الأجهزة اللوحية أو وحدات التحكم في الألعاب التي تعمل بواسطة الرقائق.

وفي الموازاة، عمدت "هواوي" الصينية العملاقة للتكنولوجيا، في ضوء الحرب التجارية المتفاقمة بين الصين والولايات المتحدة، إلى تخزين أشباه الموصلات، العام الفائت، ما زاد الضغط على الكمية المتوافرة للعرض.