البحث عن المصائب... كيف تحولت الكوارث الطبيعية إلى عنصر جذب مغري للمستثمرين؟

برز خلال الفترة الأخيرة مصطلح ذو صدى غريب على مسمع البعض وهو ما يعرف بـ "سندات الكوارث". حيث أصبحت هذه السندات وجهة جذابة ومصدر ترحيب من المستثمرين العالميين باعتبارها الجبهة الجديدة الواعدة للاستثمار المسؤول اجتماعياً.

في الواقع إن "سندات الكوارث" ليست بالأمر الجديد لكنها لاقت ازدهاراً وزخماً كبيرين خلال المرحلة الماضية.

ما هي سندات الكوارث؟

تعتبر سندات الكوارث أحد أنواع الديون التي تؤمن ضد الكوارث الطبيعية كالأعاصير والزلازل والأوبئة. ويصف مناصرو هذا النوع من الديون بأنها تناسب المستثمرين الذين يتطلعون إلى التركيز على دوافعهم الأخلاقية، إذ أنها ملائمة لهذا الغرض لأنها توفر الإغاثة الإنسانية وتوزع تكلفة الحماية.

وقالت "جوانا سيروكا"، كبيرة الضامنين ومديرة الأسواق الجديدة في شركة "Fermat Capital Management" في لندن: "يعتبر التمويل الطارئ الموثوق به للكوارث أداة مهمة جدا للمجتمع".

بينما يصف معارضو هذه الفكرة الأمر بأنه "استثمار في خوف المجتمع" حيث يتهمون الشركات والجهات المروجة لهذا النوع من التأمينات بأنها تحصد مكاسب هائلة تحت ذرائع أخلاقية، في حين أن أهدافهم استثمارية شخصية بحتة، تعنى بها الشركات والأفراد أكثر من المجتمع ككل.

وقد تعرضت سوق سندات الكوارث لانتقادات بسبب فشلها في تحويل الأموال بالسرعة الكافية لمحاربة موجات قاتلة من الإيبولا و"كوفيد 19".

ديون الكوارث تحقق مستويات قياسية:

بلغ إجمالي إصدارات سندات الكوارث حتى الآن 36.3 مليار دولار، وفقًا للبيانات التي جمعتها "بلومبيرغ". لكن هذه الأموال مجرد قطرة في محيط سوق "الدين الأخلاقي" البالغة قيمته الآن أكثر من تريليوني دولار.

ومع ذلك، فإن إمكانات هذا الاستثمار آخذة في الارتفاع حيث قفز صافي أصول صناديق الحوكمة البيئية والاجتماعية في أوروبا بنسبة 37% العام الماضي إلى 1.2 تريليون يورو (1.4 تريليون دولار). في حين نمت الصناديق التقليدية بنسبة أقل من 5%، وفقا لتقرير صادر عن الصندوق الأوروبي، وجمعية إدارة الأصول.

وفي إجراءٍ هو الأول من نوعه، باع الصليب الأحمر الدنماركي الأسبوع الماضي سندات بقيمة 3 ملايين دولار لتوفير تأمين مخصص ضد الانفجارات البركانية.

عادةً ما تحظى سندات الكوارث بشعبية بين أولئك الذين يسعون إلى تحقيق عوائد أعلى وعوائد غير مرتبطة بالأصول الأخرى، وهي تستغل الآن الطلب السائد على استثمارات الحوكمة البيئة والاجتماعية.

قد يهمك أن تقرأ: ماذا يحدث لو تجرأت دولة على عدم سداد ديونها؟... سيناريو قد ينتهي بكارثة