تعرّف كيف تستنزف متاجر "السوبر ماركت" أموالك من حيث لا تشعر

في كثير من الأحيان ندخل السوبر ماركت لشراء احتياجات أساسية لا تتعدى منتجين أو ثلاثة، ولكننا منذ لحظة الدخول نتفاجأ بأنفسنا ونحن نتسوق أشياء ليست في قائمة الأولويات ولا الكماليات حتى.

ما الذي يحدث وكيف تسيطر علينا رغباتنا الشرائية؟!

"الاقتصاد السلوكي" وعلم التسويق يفسر لنا ما يحدث، وهنا لا بد من استعراض بعض الحيَل النفسية التي تتبعها متاجر السوبر ماركت لإيقاعنا بالفخ، مع الأخذ بعين الاعتبار أن "لا شيء يحدث بشكل اعتباطي"

1- أبواب الاتجاه الواحد، فجعل أبواب الدخول مختلفة عن أبواب الخروج وبعيدة عنها. ليس إلا حيلة لتجبرك على قضاء أطول وقت ممكن، والسير بقدر أكبر داخل المتجر، وبالتالي رؤية البضائع والمنتجات المختلفة بشكل أوسع.

2- المنتجات الغذائية والاستهلاكية دائماً ما تكون في آخر الممرات أو في عمق السوبر ماركت. والسبب في ذلك هو جعلك تستهلك وقتًا إضافيًا في البحث عن أولويات المشتريات، وبالتالي تزداد فرصة شراءك لمنتجات غير مدوّنة بالقائمة لديك.

3- قسم الخضار والفاكهة هو القسم الذي يقوم باستقبالك غالبًا. وذلك لسببين أولهما إيهامك بشراء المنتجات الصحية والمفيدة لتعزيز الاستعداد النفسي والرغبة الشرائية لديك. ويجعلك تسوغ لنفسك شراء المنتجات الأخرى غير ذات الأهمية. أما السبب الثاني فهو إعطاء الطابع الإيجابي عن المكان وبث الشعور بالراحة النفسية.

4- تغيير أماكن المنتجات وتوزيع الأقسام بشكل مستمر. مما يجعلك تتعرض لمنتجات أخرى جديدة غير تلك التي كنت تبحث عنها في القسم المتجه إليه. فليس من مصلحة السوبر ماركت تقليل الحركة العشوائية للزبائن بل العكس تمامًا.

5- تعدد أصناف المنتج الواحد واعتماد خطة الرؤية الأفقية. فغالبًا ستتجه إلى شراء ما سيقع عليه نظرك أولًا وهذا نفس السبب الذي يجعلهم يضعوا الحلويات في أماكن منخفضة تتناسب مع الرؤية الأفقية للأطفال. وفي أماكن الانتظار عند الكاشير حيث يكون هو المكان الذي ستقف فيه أطول فترة برفقة أطفالك وسط حشود من الناس. وبالتالي ستضطر إلى شراء ما يرغب به الأطفال دون جدال طويل.

6- الموسيقى بطيئة الوتيرة تجعلك تتحرك ببطئ وتشعرك بأن الوقت لا يمر. وهذه الموسيقى التي يعتمدها السوبر ماركت بالعادة. ويتجنب بالمقابل الموسيقى ذات الوتيرة السريعة أو المتصاعدة والتي تشعرك أنه لا بد لك من التحرك السريع والانتهاء من التسوق بأسرع وقت.

7- لن ترى ساعة أو نافذة وهذه خدعة إضافية متبعة. فوجود الساعة يجعلك تراقب الوقت لا شعوريًا، وتحسب كم من الدقائق قد أمضيت في هذا المكان، وتذكرك بمهامك اليومية المتبقية. وبالتالي الانتهاء من عملية التسوق وهذا شيء غير مرغوب به. أما النافذة فهي كفيلة بإشعارك بتعاقب الليل والنهار، كما أن تغير الإضاءة بين شدة وضعف تجعلك تشعر بدورة اليوم، وهذا آخر ما يريد أرباب المتاجر أن تشعر به.

نصائح تجنبنا الوقوع بحيَل متاجر "السوبر ماركت"

1- عند احتياجك لسلعة أو اثنتين، تجنب الذهاب إلى المتاجر الكبيرة. وقم بالاتجاه إلى البقاليات أو الميني ماركت لشرائها بأقصر وقت. ودون تفويت أموالك في أشياء غير ضرورية.

2- في حال اضطررت للتوجه للسوبر ماركت لا تلجأ إلى عربات التسوق الكبيرة، فهي ستستدرجك لشراء أمور ليست على قائمة المشتريات. عوضًا عن ذلك احمل مشترياتك بيدك أو اعتمد السلات الصغيرة.

3- تجنب التسوق في حالة الجوع، فشعور الجوع يحفز الرغبة الشرائية لدينا. ويجعلنا أكثر قابلية لتبديد أموالنا في شراء منتجات لن نلتفت إليها في الأحوال العادية.

4- اكتب قائمة مشتريات والتزم بها دون الالتفات إلى المغريات أو المحفزات المحيطة. وهذا يتطلب قوة في الإرادة والعزيمة من المشتري.

5- لا تغريك كلمة (عروض وخصومات)، فكثيرًا ما نقع تحت خديعة هذه الكلمة ونفسرها على أنها (سعر أرخص). ولربما تجعلك تقبل على شراء مالا يهمك أو مالا تحتاجه لمجرد وجوده تحت بند (العروض). لن تكون هذه العروض دائمًا حقيقة ولن تساعدك على توفير الكثير من المال. انتبه إلى السعر الأصلي للمنتج ووازن بين ما ستدفعه من مال وما ستوفره في حال إقدامك على شراء هذا (العرض).
اقرأ هنا: عبارات تسويق سحرية تجذب الزبائن… استخدمها بعناية واحذر الوقوع في فخّها

(التسوق بحريّة) شعار رنّان يجعلنا ندخل في حالة من الوهم أننا نتسوق فعلًا بحريّة، مع أن الواقع والذي يحدث مغاير تمامًا لذلك. فنحن نتسوق بناءً على تأثيرات السلوك الشرائي، ونظريات علم التسوق والاقتصاد السلوكي الذي يُطبّق علينا دون أن نشعر.