الشوارع في سورية شبه خالية من حركة السيارات مع انعدام توفر الوقود

في الصورة: شارع رئيسي خالٍ من السيارات بجواره طوابير على محطة الوقود

باتت شوارع كثير من المدن والمحافظات السورية الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية، شبه خالية من السيارات. مع تفاقم أزمة المواصلات مجدداً وفقدان البنزين والمازوت من عموم الكازيات المنتشرة داخل المدن السكنية وخارجها.

تدرج في التعايش مع أزمة الوقود

وبدأت بوادر الأزمة الأخيرة بالظهور على مراحل، وكانت أول مراحلها بداية آذار عند تخفيض المخصصات بنسبة بلغت نحو 17%، ثم تقليل الكميات المستوردة وجعلها على دفعات بينها فارق زمني مُرهق. ثم رُفع الدعم جزئياً عن أسعار البنزين في منتصف آذار ليصبح ليتر بنزين أوكتان95 سعره 2000 ليرة سورية. وأصبح البنزين أوكتان90 بسعر 750 ليرة، ثم تم الربط بين عدم توفر الوقود بأزمة قناة السويس.

أزمة مواصلات متزامنة مع إعلان "التقشف الوقودي"

ورغم تخفيض كمية الوقود الممنوحة إلى كل سيارة، وقضاء معظم السيارات الساعات والليالي الطويلة على طوابير الكازيات. وجّهت وزارة النفط في الحكومة السورية إلى ترشيد توزيع الكميات المتوفرة المتبقية من المشتقات المازوت والبنزين. بما يضمن توفرها حيوياً لأطول زمن ممكن.

وقال بيان للوزارة إنها اتخذت هذه الإجراءات في "انتظار عودة حركة السفن إلى طبيعتها عبر قناة السويس والتي قد تستغرق زمناً غير معلوم بعد. ولضمان استمرار تأمين الخدمات الأساسية للسوريين من أفران ومشافٍ ومحطات مياه ومراكز اتصالات ومؤسسات حيوية أخرى، وفق بيان الوزارة.

أزمة وقود ومواصلات… والحكومة تعاقب السرافيس والتكاسي

وأوضح المكتب الصحفي لمجلس محافظة حلب، أنه خلال رصد التجاوزات والمخالفات في توزيع مادة المازوت المدعوم، قررت اللجنة إيقاف بطاقات 7530 مركبة عامة تستجر المازوت ولا تعمل على أرض الواقع. من بينها حوالي 6900 مركبة عاملة على خطوط السير بحلب، ومسجلة في مديرية النقل. حيث لم يتم تجديد موافقاتها، بحسب مجلس المحافظة.

وتوازى ذلك مع خطوات شبيهة في دمشق ومناطق أخرى، بالتزامن مع تنفيذ كثير من سائقي السرافيس في دمشق إضراب عن العمل احتجاجاً على "تحديد أجور غير متوافقة مع تكاليف حصولهم على المحروقات والوقت المهدور في سبيل ذلك". وهو ما جعل الحكومة تجابه مطالبهم عن طريق بعض باصات النقل للعمل على خطوط المدينة والريف.

وكان المكتب التنفيذي لمجلس محافظة دمشق وافق قبل يومين، على تعديل أجور التكاسي، حيث تمت زيادتها بمقدار الضعف. وذلك في ظل تعديل تعرفة سعر البنزين وارتفاع أجور الصيانة وقطع الغيار. إذ جاء القرار "لتمكين أصحاب السيارات من العمل. وتأمين الخدمة للمواطنين" حسبما ذكر. لتصبح أجرة الكيلومتر الواحد بـ230 ليرة، والساعة الزمنية بـ4 آلاف ليرة، وقيمة الانطلاقة الأولى 150 ليرة، وكل قفزة عداد 50 ليرة.

الحكومة: سبب أزمة الوقود انسداد قناة السويس

وفي تصريح لوزارة النفط والثروة المعدنية السورية لوكالة الأنباء السورية الرسمية. ذكرت الوزارة أن جنوح سفينة الحاويات العملاقة في ممر قناة السويس أدى إلى تأخيرات في وصول ناقلة كانت تحمل نفطاً ومشتقات نفطية إلى سورية. وهو ما يرجح أن تكون الشحنة قادمة من إيران عبر مضيق هرمز ثم باب المندب وصولاً إلى قناة السويس ثم الساحل السوري.