لا تقع في فخ الصعود والتدهور... كيف تحافظ على أموالك من تقلبات العملات؟
إن أخطر الأوقات بالنسبة للناس وخصوصاً أصحاب الأعمال والمستثمرين، ليست تلك الأوقات التي تعيش فيها البلاد حالة ركود اقتصادي ثابتة، بل حين يدخل الاقتصاد في دوامة من التقلبات ويخرج من دائرة الاتزان. وبما أن العملة هي أكثر المؤشرات الحساسة على الوضع الاقتصادي للبلد فإن تقلبات العملات هي المشكلة الأولى التي يجب التعامل معها في هذه الحالة.
لا تحافظ على سيولتك بشكل نقدي:
عند هبوب عواصف التقلبات ودخول اقتصاد البلد في حالة من عدم الاتزان ننصحك بالتريث وعدم المخاطرة بأي استثمار حتى يهدأ الوضع. لكن حالة عدم الاتزان قد لا تكون عارضة وقد تطول لأشهر وسنوات كما حدث في سوريا، وهنا ننصحك بالابتعاد عن الحفاظ على سيولتك بشكل نقدي.
حينما تستشعر بوادر الانهيار وتبدأ رياح العاصفة بالهبوب، سيكون من الأفضل أن تتوجه فوراً إلى الملاذات الآمنة التقليدية كالذهب والمعادن الثمينة، بالإضافة إلى الأصول والاستثمارات التي لا تفقد قيمتها مع الوقت وتصنف ضمن الأصول منخفضة المخاطرة. على سبيل المثال: توجه بعض السوريين إلى شراء سيارات مستعملة بدلاً من الحفاظ على سيولتهم بشكل نقدي، وتوجه آخرون إلى شراء الذهب. (إذا كان الهدف الادخار فننصح بالابتعاد عن المجوهرات الذهبية والأطقم التي تكون أجور صياغتها مرتفعة).
وهنا نلفت انتباهك إلى أمر مهم عند التفكير في أي أصل ترغب باعتماده كملاذ آمن بدلاً عن النقد، وهو أن يكون من الممكن تأمين هذا الأصل أو إخفائه أو نقله. وقد اعتبر الذهب ملاذاً آمناً من الدرجة الأولى لأنه يستوفي كل هذه الشروط.
إذا اضطررت لامتلاك النقد فاختر عملة قوية:
إذا كانت العملة المحلية لبلادك غير مستقرّة أو غير مربوطة بعملات عالمية، فإنّ قرار الاحتفاظ بسيولة زائدة من هذه العملة قد يعرضك لخسارة كبيرة في ظل تقلبات السعر، فباستثناء دول الخليج، تعتبر معظم عملات الشرق الأوسط غير مستقرة.
لذلك كي تحافظ على أموالك فالأفضل أن تحتفظ بهذه الأموال في صورة عملات عالمية وبشكل خاص دولار، لكي تتجنب الخسائر جراء هبوط العملة المحلية. وبشكل عام فإن الاحتفاظ بسيولة كبيرة من عملة واحدة يشكل خطورة على الأموال، والأفضل هو تنويع هذه الأموال بقدر الإمكان والابتعاد عن عملات الأسواق الناشئة التي تتضرّر دائماً مع قوّة الدولار.
تجارة المواد الأولية:
إذا وجدت نفسك مضطراً لإحدى الحلول التجارية التي يمكنها أن توفر لعائلتك الدخل الشهري الأساسي، فالزم تجارة المواد الأساسية والأولية.
بطبيعة الحال، فإن أول ردة فعل لحالات الانتكاس الاقتصادي والتقلبات المفاجئة هي تنازل الأفراد عن احتياجاتهم الثانوية، وتوقف أنشطة الخدمات وانهيار تجارة الكماليات والرفاهيات تحت ضغط نقص السيولة النقدية وانخفاض معدلات الاستهلاك. فتنحصر التجارة الأكثر أمنًا في المواد الغذائية، الوقود، والمستلزمات اليومية.
ونستخدم هنا القاعدة الأصلية (عدم الاحتفاظ بسيولة نقدية) كاستراتيجية رئيسية في ممارس البيع والشراء، فلا تبع بالآجل وحاول تقليص مدد التخزين.
ستظل مخاطر التضخم المالي وانهيار العملة تلاحقك طوال الوقت طالما احتفظت بأموال التجارة بين يديك. لذا يجب أن تكون دورات الشراء والبيع قصيرة قدر الإمكان حيث استهلاك الناس أقل من المعتاد وارتفاع أسعار السلع يسبقك دائمًا بخطوة. افتح ثلاثة متاجر صغيرة أفضل من واحد كبير، واشترِ في اليوم الذي تبيع فيه ولا تنتظر الغد.