5 عوامل رئيسية تؤثر بشكل جوهري على سعر الليرة السورية وبقية العملات
تتأثر الليرة السورية كغيرها من العملات، بعوامل ومؤثرات تحدد قيمتها الفعلية محلياً وعالمياً، وتزيد وتهبط قيمتها تبعاً لهذه العوامل، وبسبب الخلل الكبير في هذه العوامل تستمر العملة السورية بالهبوط والارتفاع العنيف وبإطار زمني قياسي.
العوامل المؤثرة على قيمة الليرة السورية
1- العرض والطلب
وهذا من أهم المبادئ الاقتصادية التي لا تؤثر على الليرة السورية فقط بل على عموم العملات العالمية والسلع والبضائع، فإن كان هناك زيادة في العرض وقلة في الطلب، ستنخفض القيمة من كل بد، والعكس بالعكس.
وضمن ذات السياق، فإن من أبرز المؤثرات على الليرة السورية، هو زيادة المعروض وخاصة طرح فئة الخمسة آلاف ليرة دون سحب أموال بمقدارها من الفئات القديمة الأقل قيمة، بالإضافة إلى عدم استطاعة المصرف المركزي السوري طرح عملات لسحب الليرة بسبب نفاد القطع الأجنبي الذي لديه وعدم تغطيته فواتير الاستيراد.
2- المضاربة على العملة
وهي من أكثر العوامل المؤثرة على قيمة الليرة السورية وغيرها، ويقصد بها شراء كميات كبيرة من العملة أو التخلص منها لصالح عملة أخرى، ويستغل المضاربون التذبذبات السريعة والقوية والتي تفتح شهيّتهم لتحقيق الربح كونها تخلُق فرصاً لكسب الأموال عبر البيع والشراء قصير المدى. ومن الطبيعي أنها تحمل مخاطر كبيرة على المستثمر بالعملات، وبالتالي تزيد من تقلبات سعر العملة.
3- اعتراف الدول بالعملة واستخدامها في التعاملات الدولية أو الثنائية
فهناك كثير من الدول تجري علاقات اقتصادية أو سياسية مشتركة، وتقرر إجراء عمليات التبادل التجاري بالعملة الرسمية للدولة الأخرى، وهذا يؤدي إلى ازدياد الطلب على العملة وسحب كميات منها من الأسواق المحلية، وإدخال عملات أجنبية إلى خزينة الدولة، وبالتالي ارتفاع قيمة العملة، وهذا ما هو مفتقد بالنسبة إلى العملة السورية التي لم يعد لها اعتراف عالمي، ولم يعد لها قيمة شرائية معتبرة.
4- التطورات والأحداث السياسة
وتتسبب الأحداث والتطورات والأزمات الداخلية في سوريا والأحداث في دول الجوار، إلى ازدياد حدة الأزمة الاقتصادية، فيفقد المستثمرون الثقة في أموالهم المدّخرة بهذه العملة. وبالتالي يسحبون أموالهم واستثماراتهم ويخرجونها إلى بلاد مستقرة، فيؤدي ذلك إلى توفر فائض كبير في العملة المحلية فتتراجع.
وبالإضافة إلى ذلك، ففي الحالة السورية زاد عن ذلك العقوبات الغربية المفروضة على الحكومة السورية بسبب عدم تقديم تنازلات حقيقية في الحل السياسي للأوضاع في سورية.
5- الضخ الإعلامي
يعتبر الضخ الإعلامي الإيجابي والدعائي حول تحسن العملة، سواء في القنوات الرسمية أو الأذرع الإعلامية الأخرى التي لها ارتباط ما مع الجهات الحكومية بهدف مصالح ما، أحد الأسباب المؤثرة في قيمة الليرة. فإن إحداث ضجة معلومة الأبعاد قد يؤثر نفسياً في كثير من المضاربين. وبالتالي سيلجؤون إلى طلب الليرة طمعاً في الاستفادة من تحسنها اللاحق، وهو ما سيساهم في زيادة الطلب عليها. والعكس بالعكس أيضاً. وبغض النظر عن العرض والطلب، فإن أسعار العملة تتأثر بشدة بالعواطف البشرية والضجة الإعلامية.