75 ألف ليرة بدل أجرة غرفة واحدة... إيجارات المنازل في سوريا تصل إلى أرقام غير مسبوقة
تحدث الخبير العقاري الدكتور "عمار يوسف" في لقاء له مع صحيفةٍ محلية، عن مشكلة غلاء إيجارات المنازل في سوريا التي خرجت عن السيطرة. حيث بيّن أن عقدة المنشار بالنسبة لسوق الإيجارات تكمن في سعر الصرف المتقلب وغير المستقر والذي يؤثر سلباً بشكل كبير في وضع أسعار واضحة وثابتة للإيجارات السكنية.
إيجارات المنازل في سوريا تسجل أرقاماً لم تحصل حتى خلال الحرب:
قال "يوسف" إن الإيجارات التي تم تسجيلها مؤخراً في دمشق وريفها لم تحدث من قبل، فحتى في أصعب سنوات الأزمة لم نشهد هذا الارتفاع غير المسبوق. إذ أصبح إيجار غرفة مستودع أو قبو يتجاوز 75 ألف ليرة سورية، كما توجد منازل على العظم تؤجر بحوالي 40 ألف ليرة شهرياً، والمستفيدون من تأجيرها هم أصحاب العقارات أنفسهم أو النواطير للأبنية السكنية التي فيها هذه البيوت.
الجدير بالذكر أن الارتفاع الجنوني للإيجارات أرغم العديد من العائلات على استئجار بيوت على العظم (غير مكسوة). حيث يضعون أقمشة وستائر النايلون على الشبابيك والأبواب ليتمكنوا من الإقامة فيها.
أما في الضواحي السكنية فقد أصبح بدل الإيجار لا يقل عن 100 ألف ليرة سورية كحد أدنى، ومنها منازل بإيجارات 200 ألف وأكثر والبعض يطلب مبلغاً يصل إلى 500 ألف ليرة سورية للمنازل في الأحياء السكنية الراقية بدمشق. ويطالب أصحاب العقارات بسداد أجار سنة مقدماً بسبب تذبذب سعر الصرف.
ارتفاع الإيجارات مرتبط بشكل مباشر بارتفاع سعر الصرف:
وأوضح "يوسف" أن مبدأ الأمر يقوم على كون بدل الإيجار هو بدل المنفعة الخدمية لصاحب العقار، بمعنى أن مبلغ الإيجار ماذا يعادل كخدمة لصاحب العقار؟
من هذا المنطلق، يسعى صاحب العقار للمحافظة على قيمة الخدمة التي يقدمها مبلغ الإيجار. فعندما تنخفض قيمة العملة ستنخفض قيمة الخدمة المقدمة من بدل الإيجار، ولذلك يتم رفع مبلغ الإيجار ليعادل قيمة الخدمة المطلوبة. فصاحب العقار يؤمن المدخول المادي لمعيشته من إيجار العقار، ولذلك كلما ارتفعت أسعار السلع والخدمات التي يسددها صاحب العقار سيضطر لرفع قيمة الإيجار ليعادل هذا الارتفاع في الأسعار.
أمر آخر مهم، هو أن الإيجارات التي تسدد حالياً أرخص مما كانت عليه قبل الأزمة إذا ما قورنت بتغيرات سعر الصرف. على سبيل المثال فإن أجار منزل في ضاحية قدسيا بريف دمشق كان يعادل خمسة آلاف ليرة سورية بينما أجاره حالياً يعادل 200 ألف ليرة سورية، وقبل الأزمة فإن 5 آلاف ليرة سورية كانت تعادل 100 دولار، وحالياً 200 ألف ليرة سورية تعادل أقل من 50 دولاراً.