كيف تستثمر أموالك في أوقات الركود الاقتصادي والأزمات؟

الاستثمار عند الركود الاقتصادي

من المتعارف عليه أن رأس المال جبان بطبعه أو هكذا يوصف، فإنه قد يكون أجبن في أوقات الأزمات والركود الاقتصادي تحديداً. ولعل هذا ما يدفع كثيرين إلى التساؤل التالي:

هل يمكن أن نستثمر أموالنا في أجواء الركود الاقتصادي؟

يشير تاريخ الثراء والأثرياء في العالم بأن ثمة قاعدة اقتصادية جمع منها كثيرون أموالا طائلة، وتقول القاعدة إنه في كثير من الأحيان تتيح الأزمات أفضل الفرص لصنع الثروات. ولعل أقرب مثال على هذا القاعدة ما سمعناه منذ فترة قريبة عن تضاعف ثروة كبار أغنياء العالم خلال أزمة كورونا. لكن بعض الناس يعارضون هذه القاعدة ويصيبونها بانتقادات عديدة، لكن العبرة المستفادة هنا ليست القاعدة بحد ذاتها بل حقيقة أن الاستثمار في أوقات الركود والأزمات ليس بالأمر المستحيل.

نظرية "الكاش ملك":

في أوقات الأزمات كثيرا ما تنخفض أسعار أصول استثمارية أو تستقر وترتفع أصول أخرى، ووسط هذه الموجة من التقلبات يفضل المستثمرون الاحتفاظ بالسيولة النقدية لمواجهة أي مخاطر محتملة أو تدهور شديد في الأوضاع السائدة. وعادةً ما تقوم الاستراتيجيات الاستثمارية في أوقات الأزمات باستغلال قاعدة أن السيولة النقدية أو الكاش مَلِك. لذا فمن الممكن استغلال هذا الملك في اقتناص فرص استثمارية تتمتع بعائدٍ مجزٍ بمجرد انتهاء هذه الأزمة، وهذا ما يعتقده أصحاب نظرية الاستثمار في الظروف الاقتصادية الصعبة.

ويعزز أصحاب هذه النظرية رأيهم بكون التاريخ يؤكد دوماً أن لكل أزمة ذروة ومن ثم فإنها سرعان ما تتراجع حدتها أو تتلاشى نهائيا. وقد يكون الاستثمار في الأفكار الريادية والمشاريع المبتكرة أحد أفضل السبل للاستثمار في أوقات الأزمات، وربما يأتي ذلك بديلا عن الاستثمار التقليدي واللجوء إلى الملاذات الآمنة مثل الذهب والدولار والعقارات. وإن كان قطاع العقار يوصف دوما في العالم العربي بأنه الاستثمار الذي قد يمرض لكنه لا يموت.

لا تواكب موضة الاستثمار الرائجة:

في أوقات الأزمات يجب ألا نواكب الموضة الرائجة بمعنى أنه لا ينبغي لك أن تسير في استثماراتك وفق غريزة القطيع خصوصا في مجالي الأسهم والعقارات. فلا تضع كل البيض في سلة واحدة مهما بدا أحد الاستثمارات مغرياً، لأن تنويع المحفظة الاستثمارية وقطاعات الاستثمار أمر عادةً ما يوصف بأنه من أساسيات كل مستثمر ناجح، فهو ببساطة كفيل بحماية أموالك من الضياع كلياً.

ما الاستثمارات الممكنة في أوقات الركود الاقتصادي؟

في الاتجاه المقابل وبعيداً قليلاً عن نظرية "الكاش ملك" فإن أحد أشهر الحلول التقليدية في أوقات الأزمات الاقتصادية هو الذهب. فالذهب، وعلى شاكلته جميع المعادن النفيسة التي يمكن شراؤها مثل الفضة والألماس والمجوهرات بشكل عام، تعتبر أداة اقتصادية مضادة للأزمات والتقلبات الاقتصادية، وتمثل قيمته العالمية حاجز أمان مادي لمن يمتلكه وقت الأزمات، بل إنه في كثير من الأحيان يعتبر أفضل استثمار لما بعد انقضاء الأزمة.

أما الشكل الثاني من أشكال الاستثمار في أوقات الأزمات هو تملك الأصول، فهي أحد أوجه الاستثمار التي يجب أن تمارسها بحذر. حيث تتميز الأصول باحتفاظها بقيمتها الأصلية مع الوقت، لذا فهي تعتبر استثماراً آمناً لا يتأثر بتدهور الحالة الاقتصادية بالبلاد. ومن أفضل الاختيارات في هذه الحالة بالتأكيد هو شراء الأراضي الفارغة المرخصة للبناء، ثم الأراضي الزراعية، وأخيراً العقارات المبنية.

الشكل الثالث من أشكال الاستثمار هو تجارة المواد الأولية. حيث يعتبر أحد الحلول التجارية التي يمكنها أن توفر لعائلتك الدخل الشهري الأساسي. وأهم نصيحة نقدمها لك هنا: لا تبع بالآجل وحاول تقليص مدة التخزين.