أسعار الأغذية في سوريا... مستقرة مؤخرًا لكنها أعلى بـ 87% عن العام الماضي
كشف برنامج الأغذية العالمي أن أسعار المواد الغذائية استقرت في سوريا خلال نيسان الماضي، لكنها بقيت أعلى بنسبة 87 بالمائة عما كانت عليه قبل عام.
وأشار البرنامج في تقرير له، إلى أن الأسر التي تحصل على الحد الأدنى للأجور، لا تستطيع شراء سوى 29 في المئة من احتياجاتها الغذائية، مضيفًا أن 740,800 شخص في سوريا تلقوا مساعدات برنامج الأغذية العالمي في نيسان الماضي 2024.
ويعاني 12.9 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي في سوريا، بما في ذلك 3.1 مليون يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد. ويحتاج برنامج الأغذية العالمي إلى 471 مليون دولار أميركي للأشهر الستة المقبلة في جميع أنشطته في سوريا.
وساعد البرنامج 740,800 شخص في جميع أنحاء سوريا في نيسان، من خلال تقديم الوجبات المدرسية.
وبدأ برنامج الأغذية العالمي تسجيل المستفيدين من برنامج المساعدة الغذائية الطارئة الجديد والأكثر استهدافًا في شمال غربي سوريا، في حين من المقرر أن تبدأ العملية خلال الشهر الجاري في بقية أنحاء البلاد.
وشدد على أن عدم وضوح التمويل لعام 2024 والشكوك المحيطة بالمساهمات المتوقعة يعيق التخطيط لبرنامج المساعدة الغذائية الطارئة الجديد.
يذكر أنه في شمال شرقي سوريا تجاوزت تكلفة سلة الحد الأدنى "SMEB" من الإنفاق للأسرة مليوني ليرة سورية، أي ما يعادل 144 دولارا أمريكيا.
البنك الدولي… فقر مدقع ما زال يعصف بالسوريين:
يعيش أكثر من ربع السوريين في فقر مدقع، وفق ما أفاد به البنك الدولي، بعد 13 عاما من نزاع مدمر، أدى إلى أزمات اقتصادية متلاحقة وجعل ملايين السكان عاجزين عن تأمين احتياجاتهم الرئيسية.
وقال البنك الدولي، الذي نشر تقريرين عن سوريا مساء الجمعة، "أدى أكثر من عقد من النزاع إلى تدهور كبير في رفاه الأسر السورية"، مشيرا إلى أن 27% من السوريين، أي نحو 5.7 ملايين نسمة، يعيشون في فقر مدقع.
وأضاف "رغم عدم وجود الفقر المدقع فعليا قبل اندلاع الصراع، فإنه لحق بأكثر من واحد من كل 4 سوريين عام 2022، وربما زاد حدة وشدة بسبب الآثار المدمرة لزلزال فبراير/شباط 2023″، الذي أودى بنحو 6 آلاف شخص في عموم سوريا.
وكانت تقديرات سابقة للأمم المتحدة أفادت بأن مليوني سوري يعيشون في فقر مدقع بعد عقد من الحرب، في حين يرزح غالبية السوريين تحت خط الفقر.
وأورد البنك الدولي أسبابا خارجية عدّة أسهمت في "تراجع رفاه الأسر السورية" مؤخرا، بينها الأزمة المالية التي تعصف منذ عام 2019 بلبنان المجاور، حيث يودع سوريون كثر أموالهم، إضافة إلى تداعيات كل من جائحة كوفيد-19 والحرب الروسية على أوكرانيا.
ونبه إلى أن "استمرار النقص في التمويل ومحدودية المساعدات الإنسانية" إلى البلاد أديا إلى "زيادة استنزاف قدرة الأسر على تأمين احتياجاتها الأساسية وسط ارتفاع الأسعار، وتراجع الخدمات الأساسية، وزيادة معدلات البطالة".