خبراء يحذرون من تراجع الصادرات والإنتاج في سوريا إلى مستويات خطيرة
يحذر خبراءٌ ومراقبون من أن الفجوة في الميزان التجاري السوري وصلت إلى مرحلة حرجة من الخطورة، إذا إنه بسبب ضعف الإنتاج في سوريا أصبحت البلد في موضع المستهلك تماما، حتى بالنسبة للسلع الغذائية والأولوية؛ وهو ما يضع ضغوطًا أكثر على الاقتصاد المتقهقر الذي يفتقر أساسا لعوامل جذب القطع الأجنبي.
في هذا الصدد، كتب الاستاذ "فيصل العطري" رجل الأعمال ورئيس الجالية السورية في الصين: "برسم السادة المصدّرين السوريين… بلغ حجم التبادل التجاري بين سوريا والصين سنة ٢٠٢٣ مبلغاً إجمالياً وقدره ٣٥٨ مليون دولار فقط لا غير، حيث صدرت الصين لسوريا سلع بقيمة ٣٥٦ مليون دولار بينما استوردت الصين من سوريا سلع بمليونين دولار فقط لا غير، و كما ينخفض حجم التبادل بين البلدين عام بعد عام، فقد انخفض عام ٢٠٢٣ بنسبة ١٤٪ مقارنة بعام ٢٠٢٢".
وأضاف أن "حجم صادرات أحد مصانع البسكويت الصينية التي نتعامل معها لمنطقة الشرق الأوسط لسنة ٢٠٢٣ هو ٨٩ مليون دولار؛ علما أنه مصنع صغير لا يتجاوز عدد عماله ٢٠٠عامل… وقد بلغت صادرات شركة صغيرة لأحد اصدقائي الصينيين وهو عضو في اتحاد المصدرين الصينيين CECIC سنة ٢٠٢٣ مبلغا إجمالياً وقدره ٧٥٦ مليون دولار فقط لاغير".
وفي سياقٍ متصل، أعلن اتحاد غرف الصناعة السورية مؤخرا عن موعد إطلاق معرض الصادرات السورية إكسبو سورية 2024 في شهر أيلول المقبل والذي ينظمه الاتحاد بالتعاون مع اتحادي التجارة والزراعة السورية والمكتب الإقليمي لاتحاد المصدرين العرب ورابطة المصدرين السوريين للألبسة.
ووفق ما ورد في مؤتمر صحفي عقد قبل أسابيع قليلة تشارك في المعرض الذي سينطلق في مدينة المعارض الجديدة بدمشق مئات الشركات العاملة في القطاعات النسيجية والغذائية والكيميائية والهندسية والزراعية ونباتات الزينة إلى جانب قطاع صناعة الأحذية والجلديات، حيث يقام المعرض على مساحة 50 ألف متر مربع ليكون الأكبر من نوعه من حيث الحجم على مستوى المنطقة.
ومن المقرر دعوة نحو 2000 رجل أعمال من مختلف الدول العربية والأوروبية بما يساعد الاطلاع على المنتجات السورية في مختلف القطاعات المشاركة وفتح منافذ تصديرية لها.
لكن الخبراء لا يتفاءلون بهذه المبادرات خيرًا، ويعتبرونها "حركات استعراضية" فقط لا غير، مطالبين بإيجاد حل سريع لمشكلة الاقتصاد السوري وميزانه التجاري الذي وصل إلى وضع مأساوي، كما يصف أهل الاختصاص.