حلوانيو دمشق يهاجرون إلى ألمانيا والجزائر هربًا من ضغوطات الحكومة والركود
تسبب ارتفاع أسعار الحلويات في العاصمة السورية دمشق إلى مستويات قياسية، بعزوف أكثر من نصف الحرفيين عن المهنة، بسبب الخسائر المتتالية التي لحقت بهم بفعل الجمود في البيع مع ارتفاع التكاليف، وكانت الهجرة خارج البلد هي الطريق الوحيد لأكثرهم من أجل الاستمرار بهذه المهنة.
وفسر الحرفيون تراجع نسبة العاملين في مهنة الحلويات في دمشق، إلى ارتفاع تكلفة إعدادها بنسبة فاقت الـ 150 في المئة، خاصة بعد رفع الدعم عن المشتقات النفطية وغير ذلك من التعسيرات الاقتصادية التي جاءت بها الحكومة والمركزي مؤخرًا.
ووصل سعر كيلو غرام بعض أنواع الحلويات في دمشق إلى نصف مليون ليرة سورية، بعدما ارتفعت أسعار المحروقات والمكونات الأساسية لصناعة الحلو من سكر وسمّون وطحين وزيت وغيرها.
وقال رئيس الجمعية الحرفية لصناعة البوظة والحلويات "بسام قلعجي"، إنّ "أكثر من نصف الحرفيين توقفوا عن الإنتاج وتحولوا إلى العمل في مهن أخرى بسبب الخسارة الكبيرة، فالأرباح لم تعد كافية على سد أجور العمال".
ومن أبرز أسباب ترك الحرفيين للمهنة، رفع الدعم عن المشتقات النفطية، ما أدى لتضاعف التكاليف مباشرة بنسبة 150 في المئة، فمثلاً سعر كيلو الكهرباء الصناعي وصل إلى 2500 ليرة، وليتر المازوت 13 ألف ليرة، وكيلو السكر 15 ألف ليرة، وأسعار الفستق الحلبي والجوز "حدث ولا حرج"، حسب قلعجي.
وأضاف "قلعجي" لموقع "غلوبال" المقرب من الحكومة أن "الإقبال على الشراء بحدوده الدنيا ويقتصر بنسبة كبيرة على البسطات التي تبيع حلويات بكميات قليلة (أوقية)، بينما أرباب العمل أغلقوا محلاتهم والإنتاج لا يتجاوز الـ 5 بالمئة مقارنة بسنوات الرخاء".
أسعار الحلويات في سوريا:
منذ سنوات يشتكي أصحاب محال الحلويات من ارتفاع تكاليف الإنتاج، وخاصة زيت القلي والسمن الحيواني، ما أدى إلى انخفاض الإنتاج وباتت الأسعار تفوق القدرة الشرائية للمواطنين، لذلك استغنت نسبة كبيرة منهم عن شراء الحلويات لصالح المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية.
وتختلف أسعار الحلويات حسب نوع الفستق والسمن وكمية الفستق، فكيلو الحلويات من النوع الفاخر نسبة الفستق فيه 55 في المئة يصل سعره إلى 500 ألف ليرة سورية.
أما النوع الثاني والثالث يتراوح سعره بين 300- 500 ألف ليرة، كالبقلاوة وكول وشكور وبلورية، بينما النواشف مثل البرازق والغريبة، فأدنى الأسعار لها هو 65 ألف ليرة للكيلو الواحد.
900 حرفي في دمشق معظمهم لا يعمل:
بحسب "قلعجي"، فإن أعداد الحرفيين المسجلين في الجمعية حوالي 900 حرفي، أما الحرفيون العاملون فلا يتجاوز عددهم 300 حرفي في المدينة فقط، والعدد في الريف أكبر نوعاً ما.
ويعمل بعض حرفيي الريف على تصدير منتجاتهم إلى دول العالم عن طريق علاقاتهم الشخصية، كما أن العدد الأكبر من الحرفيين هاجروا، ما أدى لتراجع عمليات تصدير الحلويات، إذ ترد طلبات أسبوعية للجمعية من حرفيين يطلبون وثيقة إثبات مهنة للعمل بها في الخارج، وأكثر الدول وجهة هي الجزائر و من ثم ألمانيا.
ودعا "قلعجي" إلى "تخفيض الضرائب وتسعيرة الكهرباء مع توفيرها للمساهمة في استمرار العمل، وتثبيت أسعار المحروقات فالتغير المستمر بأسعارها لا يخدم السوق".
يذكر أنه في العام الماضي، اضطرت 70 في المئة، من ورش صناعة الحلويات في دمشق، إلى التوقف عن العمل، بعد عزوف العديد من السوريين عن شراء الحلويات بسبب ارتفاع أسعارها إلى أكثر من الضعف.