توقعات أسعار الذهب لعام 2024... أخبار جيدة لمنتظري الارتفاع
يستبشر الكثير من أنصار المعدن الثمين من الخبراء والمحللين بأن الذهب متجه ليواصل الارتفاع خلال الفترة المقبلة، بالتزامن مع تسجيله مستويات قياسية مؤخراً وبلوغه أسعاراً غير مسبوقة واستقراره فوق مستوى الألفي دولار للأونصة مدة طويلة نسبياً، منذ أواخر العام الماضي.
في التفاصيل، فقد كشف تقرير نشره موقع "أويل برايس"، أن ثمة 3 عوامل تدفع الى الاعتقاد بأن الذهب سوف يواصل الصعود خلال الفترة المقبلة، وذلك على الرغم من أنه أنهى أفضل عام له منذ عام 2020، حيث حقق مكاسب بنسبة 13% خلال العام 2023، ويتجه الى تحقيق أرقام قياسية جديدة هذا العام.
وكان أول العوامل الثلاثة التي يتحدث عنها التقرير، أن البنوك المركزية على مستوى العالم زادت مشترياتها من الذهب بشكل كبير، مما يشير إلى الطلب القوي على المعدن النفيس.
إذ إنه خلال الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2023، اشترت البنوك المركزية صافيا قدره 800 طن من الذهب. ويمثل ذلك زيادة بنسبة 14% عما كانت عليه خلال الفترة نفسها من عام 2022، والتي كانت سنة قياسية يعود تاريخها إلى عام 1950.
ويقول موقع "أويل برايس" إنه لا يوجد ما يشير إلى أن شراء البنوك المركزية للذهب سوف يتراجع في العام الجديد، ووفقاً أجراه مجلس الذهب العالمي في الربيع الماضي فقد أشارت 24% من البنوك المركزية في العالم إلى أنها تخطط لإضافة المزيد من الذهب إلى احتياطياتها في الأشهر الـ 12 المقبلة.
والعامل الثاني الذي يعزز الذهب هو أنه من المرجح أن يؤدي تحول بنك الاحتياطي الفيدرالي المتوقع نحو خفض أسعار الفائدة في عام 2024 إلى دعم أسعار المعدن الأصفر.
أما العامل الثالث فهو "شهر يناير/ كانون الثاني"، حيث إن الشهر الأول من كل عام كان تاريخياً شهراً مناسباً للذهب، حيث تساهم إعادة توازن المحافظ والعام الجديد في زيادة الطلب على الذهب ورفع أسعارها تبعاً لذلك.
ويشرح التقرير أن الذهب واجه رياحاً معاكسة كبيرة طوال معظم عام 2023 مع قوة الدولار وبيئة أسعار الفائدة المرتفعة، ولكن مع بدء الأسواق في توقع نهاية معركة التضخم التي يشنها بنك الاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة ارتفع الذهب خلال الربع الرابع وأنهى العام 2023 على مكاسب كبيرة.
وارتفع الذهب إلى مستوى قياسي جديد في أوائل ديسمبر/ كانون الأول الماضي، حيث وصل إلى ما يزيد قليلاً عن 2125 دولاراً للأونصة، لكنه لم يتمكن من الحفاظ على هذه الارتفاعات، حيث قام منذ ذلك الحين ببناء دعم قوي عند 2000 دولار للأوقية، مما أنشأ أساساً للذهب لاختبار ارتفاعات جديدة في العام الجديد.
وفي سياق متصل، قال "أولي هانسن" من "ساكسو بنك" إنه "بعد الأداء القوي المفاجئ في عام 2023، سنشهد المزيد من المكاسب في الأسعار في عام 2024، مدفوعة بثلاثية من صناديق التحوط التي تطارد الزخم، وتواصل البنوك المركزية شراء الذهب المادي بوتيرة ثابتة، وكذلك الطلب المتجدد من مستثمري صناديق الاستثمار المتداولة".
ويقول "هانسن" إن ارتفاع الأسعار المقترن بتوقع بيئة أسعار فائدة منخفضة يمكن أن يجذب أيضاً بعض المستثمرين المؤسسيين إلى الذهب مرة أخرى.
وأخيرًا فإن ما لا شك فيه أن الذهب يتمتع بالكثير من الزخم مع دخول العام الجديد، إذ يعتبر يناير/ كانون الثاني شهراً جيداً تاريخياً للذهب، بحسب تقرير "أويل برايس".
ووفقاً للبيانات التي أجراها مجلس الذهب العالمي، منذ عام 1971، فقد حقق الذهب متوسط عائد قدره 1.79% في شهر يناير/ كانون الثاني من كل عام، وهذا ما يقرب من ثلاثة أضعاف المتوسط الشهري على المدى الطويل.