ارتفاع ملحوظ بحجم حوالات المغتربين إلى سوريا... شريان حياة للكثير من الأسر 

لا شك أن التحويلات المالية التي يرسلها المغتربون السوريين هي بمثابة شريان حياة للكثير من الأسر في الداخل التي زج بها الغلاء وتردي الأوضاع الاقتصادية في قاع الفقر. 

في هذا الصدد، يكشف مديرو مكاتب حوالات مالية، في دمشق وإدلب وإسطنبول، عن ارتفاع نسبة الحوالات الخارجية منذ بداية كانون الثاني الجاري بنحو 30% مقارنة بمتوسطات العام الماضي. 

ويقدرون التحويلات اليومية التي تدخل سورية، سواء بعملات أجنبية أو بالليرة، بنحو 6 ملايين دولار، الأمر الذي حرّك، برأي اقتصاديين، السوق الراكدة وساهم بتثبيت سعر صرف الليرة المتذبذبة على عتبة 14500 ليرة للدولار الواحد. 

بينما يؤكد صاحب شركة صيرفة في حي الفاتح بإسطنبول، اكتفى بتعريف نفسه باسم "أبو ياسين"، "زيادة التحويل إلى سورية منذ نهاية العام والأيام الماضية من الشهر الجاري"، مقدراً متوسط التحويل بين 3000 و4500 ليرة تركية (بين 100 و150 دولاراً). 

ويوضح "أبو ياسين" في حديثه لصحيفة "العربي الجديد" أن التحويل للمناطق الشمالية في إدلب وريف حلب يتم بأي عملة يريدها صاحب الحوالة، ولكن الحوالات إلى مناطق سيطرة الحكومة لا تتم إلا بالليرة السورية. 

أكثر الدول التي تحول إلى سوريا: 

يكشف مدير إحدى شركات الحوالات في دمشق أن نسبة الحوالات ارتفعت عن العام الماضي بحوالي 30%، نظراً لارتفاع الأسعار وقلة الوقود الذي تعجز 40% من العائلات عن تأمينه، مقدراً خلال تصريح نشره موقع "أثر برس" المحلي قيمة الحوالات اليومية التي تدخل سورية من المغتربين بنحو 6 ملايين دولار. 

ولفت إلى أن أكثر الدول التي يتم تسلم حوالات مالية منها هي ألمانيا وتركيا والعراق والإمارات والسويد. 

ومن إدلب، يقول صاحب شركة حوالات مالية، إن الحوالات زادت إلى المحافظة خلال الشهرين الأخيرين، مبرراً السبب بارتفاع تكاليف المعيشة وغلاء الأسعار في شمال سوريا، ما أوجب على المغتربين زيادة التحويلات لذويهم. 

ويشير في حديثه لـ"العربي الجديد" إلى أن التحويلات تأتي من تركيا بالدرجة الأولى تليها ألمانيا ثم هولندا والسويد، في حين تراجعت التحويلات من الدول الخليجية التي كانت، حسب قوله، تأتي بالمرتبة الأولى في فترةٍ ما. 

تحويلات المغتربين شريان الحياة الوحيد لبعض الأسر: 

يقول "مازن حمور" من حي دمر بالعاصمة السورية دمشق للصحيفة: "إن فرص الحصول على عمل ثانٍ لتحسين الدخل معدومة، في حين أن الأسعار في ارتفاع مستمر، إذ وصل سعر كيلو لحم الخروف إلى ما يعادل الراتب الشهري". 

ويضيف أن "التحويلات الخارجية هي طوق النجاة الوحيد للأسر السورية، وهناك أسر تبيع ممتلكاتها لتسفّر أبناءها عبر كردستان العراق إلى أوروبا، حتى يحول الأبناء، ولو 100 يورو، شهرياً، فهي تعادل 1.6 مليون ليرة، يمكن، إضافته للدخل هناـ أن تكفي الأسرة طعاماً وشراباً بالحد الأدنى". 

وتشير التقديرات إلى بلوغ عدد المهجرين والمهاجرين السوريين نحو 12 مليون شخص توزعوا على نحو 44 بلداً حول العالم.