المصرف الإيراني في سوريا... ماذا تستفيد إيران منه ولماذا تصر على تأسيسه؟ 

انتهت إجراءات تأسيس المصرف الإيراني الموعود في سورية وفق إعلان مسؤولين إيرانيين على هامش اجتماعات اللجنة العليا المشتركة للتعاون بين الحكومة السورية وإيران، التي بدأت يوم الأربعاء. 

وكان من المقرر أن يتوجه رئيس الوزراء "حسين عرنوس"، يوم أمسٍ الجمعة، على رأس وفد اقتصادي إلى إيران، لبحث علاقات التعاون الثنائي والمواضيع المتعلقة باتفاقية التعاون الاقتصادي المشترك وسبل تعزيز التبادل التجاري. 

ونقلت صحيفة "الوطن" المقربة من الحكومة، يوم الخميس، عن رئيس اللجنة المشتركة من الجانب الإيراني وزير الإسكان وبناء المدن الإيراني "مهرداد بذرباش" قوله إن الكثير من الاتفاقيات بين البلدين دخلت مرحلة التنفيذ، ومنها ما هو على وشك الانتهاء، ويجرى التشاور بشأنها. 

كما تم الانتهاء من تأسيس مصرف إيراني في سورية وسيباشر أعماله في الأيام القليلة القادمة، لافتاً إلى تحديد التعرفة الترجيحية التي ستعمل عليها الجمارك في البلدين، كما تم الانتهاء من التعرفات التجارية لأكثر من 88 سلعة، وقد أبلغت إيران الجانب السوري حول المنطقة الحرة للتجارة المشتركة. 

كما لفت "بذرباش" إلى توسيع السياحة بين البلدين وتنفيذ الكثير من المشاريع وحل المعوقات التي كانت قائمة بينهما، مشيراً إلى الاتفاقيات التي ترتبط بالكهرباء، واستعداد الشركات الإيرانية لإعادة الإعمار لتنفيذ محطات الطاقة، معرباً عن أمله بأن يكون التبادل التجاري أكبر من السابق. 

ماذا تستفيد طهران من وجود مصرف لها في سوريا؟ 

حول أهداف طهران من الاستثمار في القطاع البنكي السوري، قال الباحث الاقتصادي "يونس الكريم"، لصحيفة "العربي الجديد" إن إنشاء مصرف إيراني في سورية هو محاولة لإغلاق الاستثمارات الإيرانية في سورية بحيث لا يمكن رصدها عن طريق مؤسسات الدولة، وبالتالي التغطية على نشاطات طهران، مضيفا أن إنشاء مصرف إيراني في سورية يساعد على دخول وخروج الأموال الإيرانية بشكل ميسر، وبالتالي ينمي دور طهران في البلاد. 

وأضاف أنه عند انطلاق هذا المشروع، فإن الترخيص يستوجب إنشاء شركات محلية ويجعل للإيرانيين حلفاء أيضا، بحيث يقدم القطاع البنكي قروضا لحلفائه لدعمهم، ما يزيد من نفوذ إيران في سورية. 

واعتبر "الكريم" أن الاستثمار الإيراني بدأ يظهر على السطح بشكل واضح، ووجود مصرف إيراني في سورية يرسل رسائل لجهود التطبيع العربي مع الحكومة السورية، أن وجود إيران بات وجودا اقتصاديا وطويل الأمد في سورية، وبالتالي فإن محاولات تقليص وجود إيران في سورية باءت بالفشل. 

هل يستفيد الاقتصاد السوري بدوره من البنك الإيراني؟ 

حول مدى استفادة الاقتصاد السوري من إنشاء البنك، قال "الكريم" إن الأثر قد يكون سلبيًا لا إيجابيًا، لأن إيران بات بإمكانها ضخ العملة السورية والحصول بدلا منها على القطع الأجنبي، وتوجيهها لدعم مصالحها في العالم العربي من خلال بنك وسيط في سورية. 

وفي سياق متصل، أعلن مصرف سورية المركزي موافقته على التعامل بالعملات المحلية مع إيران، في العمليات التجارية والمالية، ومنظومات الدفع الإلكترونية لتسهيل التجارة والسياحة، مشيرا إلى الاستغناء عن التعامل باليورو والدولار بين البلدين. 

وقال رئيس الغرفة التجارية السورية الإيرانية المشتركة "فهد درويش"، لوكالة "سبوتنيك" الروسية، إن الغرفة "شكلت لجنة لدراسة خفض الرسوم الجمركية البينية، كما تجرى دراسة مشروع اتفاق المعاملة بالعملات المحلية والمقايضة والترانزيت".