شوارع سوريا مظلمة والأهالي يجمعون التبرعات لإنارتها بدلًا من انتظار الحكومة 

يشتكي الأهالي في سوريا مؤخراً من الظلام الدامس الذي يخيم على الشوارع والطرقات، حتى في الأحياء الرئيسية والمناطق العامة، الأمر الذي يتسبب بالكثير من المشاكل ليس آخرها ازدياد حالات السرقة والنشل. 

وفي هذا الصدد، كشف مدير الإنارة في محافظة دمشق "وسام محمد"، أن الشوارع مظلمة بسبب عدم توفر التيار الكهربائي، مضيفاً: "الشوارع المنارة والتي يتواجد فيها طاقة بديلة أو أجهزة وبطاريات تكون مقدمة من المجتمع الأهلي فأحياناً يقوم الناس بجمع تبرعات من أجل شراء طاقة بديلة ونحن بدورنا نركبها لهم". 

وتابع "محمد" في تصريحات لموقع محلي: "أما أن تقوم المحافظة بتركيب هذه الأجهزة فليست لديها إمكانية خصوصاً وأنها كل سنتين تحتاج إلى تبديل البطاريات وإعادة تأهيل وصيانة بمبالغ عالية جداً". 

وبيّن مدير الإنارة أن المشكلة الأساسية تكمن في انعدام التيار الكهربائي ومن هذه المشكلة تفرعت آلاف المشاكل وبذلك أصبح لا بد من إيجاد حلول لكل هذه المشاكل والحل الوحيد هو وصول التيار الكهربائي، بحسب تعبيره. 

وقال "محمد": "لدينا في دمشق أكثر من 100 ألف عامود كهربائي وكلفة كل عامود ما بين إنارة وتمديدات أكثر من مليوني ليرة وهذا (تجاري) وليس أصلي أما في حال كان أصلي وبطاريته مكفولة لخمس سنوات فكلفة العمود الواحد 5 ملايين". 

ورأى مدير الإنارة أن "النشاط المحلي" هو الحل، متابعاً: "فالشارع مثلاً فيه أربعة أو خمسة أعمدة يضاء منه عامودان بكلفة 4 ملايين ويبقى لمدة سنتين". 

وفي شهر أيلول من العام الحالي، كانت وزارة الكهرباء قد أعلنت رفع أسعار الكهرباء بنسبة وصلت إلى 200% لبعض شرائح الاستهلاك، رغم ارتدادات رفع أسعار المحروقات، في 17 أغسطس/آب الماضي. 

ووفقا لقرار الوزارة، فقد طال الرفع التعرفات التي تزيد عن 1500 كيلو واط، إلى 200 ليرة بدلاً من 90 ليرة، بارتفاع نحو 122%، ولفئة الاستهلاك فوق 2500 كيلو واط إلى 450 ليرة بدلاً من 150 ليرة، بارتفاع 200%.  

وشمل رفع أسعار الكهرباء الاستخدامات الصناعية بأكثر من الضعف، لتصبح 220 بدلاً من 100 ليرة بارتفاع 120%. وعلى المستوى المنخفض للتجاري والحرفي أصبحت 250 ليرة بدلاً من 100 ليرة، بارتفاع 150%. 

وحددت الوزارة تعرفة مبيع الكيلوواط الساعي إلى استجرار الكهرباء لمشتركي القطاع الخاص المعفيين من التقنين كلياً أو جزئياً على التوتر المنخفض 0.4 ك. ف للمشتركين بعدادات ثلاثية الطور، كالمنشآت السياحية، أو أحادية الطور لأغراض إنارة اللوحات الإعلانية - بتعرفة 800 ليرة للكيلوواط الساعي ولكامل الكمية المستهلكة. 

في حين حددت لكامل الكمية المستهلكة والمشتركين بعدادات ثلاثية الطور للأغراض الصناعية والحرفية والتجارية والمطاعم بتعرفة 600 ليرة للكيلوواط الساعي ولكامل الكمية المستهلكة، لينخفض سعر الكيلو واط لاستخدامات الزراعة إلى 200 ليرة.