مشافي سوريا العامة تصل للإفلاس ويعجز بعضها عن خدمة المرضى بأمور أساسية 

لم تكن المشافي العامة في سوريا هي الخيار الأفضل للمرضى أبدًا، لكنها كانت يومًا ما عونًا لأصحاب الدخل المادي المحدود الذين لا يتحملون تكاليف العلاج الخاص؛ أما الآن فقد وصلت إلى الإفلاس وأصبح بعضها عاجزًا عن تقديم الخدمات الأساسية التي ينتظرها المريض من أي مشفى. 

في اللاذقية على سبيل المثال، يعاني العديد من مرضى القلب من تراجع الخدمات الطبية والصحية في المشافي العامة، التي وصلت إلى حد الانعدام في كثير منها. 

وتعجز المشافي العامة خاصة فيما يتعلق بالخدمات المخبرية وتصوير الرنين، إضافة إلى شبه توقف العمليات الجراحية في مشفى الباسل سواء عمليات قسطرة أم تركيب شبكات وصولاً إلى القلب المفتوح. 

وطالبَ مرضى قلب، الجهات المعنية بإيجاد حلول لتخفيف الأعباء المادية عنهم بعد فقدان معظم خدمات الأجهزة الطبية المعطلة والمستلزمات الخاصة بإجراءات العمليات القلبية من مؤكسجات وصمامات وحتى شبكات. 

ويتساءل الناس عن آلية توفر بعض الخدمات والمستلزمات في المشافي الخاصة بأسعار خيالية مقابل عدم توفرها في المشافي العامة، وكيف يستطيع القطاع الخاص تأمين ما يلزم من مواد طبية مقابل عجز الجهات العامة عنها. 

وذكر أحد المرضى أن الأعباء المادية التي لا يستطيع المرضى من ذوي الدخل المحدود تحملها نتيجة اضطرار بعض مرضى القلب التوجّه للعلاج في المشافي الخاصة تزيد الأعراض المرضية مع ارتفاع أجور الخدمات أضعافاً مضاعفة عن سنوات سابقة. 

وتجاوزت أجور بعض المشافي الخاصة عشرات الملايين لبعض العمليات القلبية وما تتضمنه من شراء مستلزمات على نفقة المريض ومنها التحاليل المخبرية، معتبرين أن ما كانت تتغنى به الحكومة عن مجانية العلاج في المشافي العامة بات من الماضي. 

كما تساءل مواطنون عن سبب غياب أدوية الأمراض عن معظم المراكز الصحية والمستوصفات، سواء للسكري أم الأمراض القلبية وغيرها، محذرين من انعكاسات سلبية على صحة المرضى بسبب عدم قدرتهم على شراء الأدوية من الصيدليات بأسعار باهظة جداً. 

ماذا ترد الجهات المعنية؟ 

أكد "هوازن مخلوف"، مدير الصحة في اللاذقية، لصحيفة "الوطن"، أن المشافي العامة في المحافظة قدمت خدمات طبية بلغت 4 ملايين خدمة منذ بداية العام الجاري حتى نهاية شهر تشرين الأول، مع إجراء أكثر من 900 ألف تحليل خلال نفس الفترة. 

وأضاف "مخلوف" أن المديرية تعمل على تأمين أجهزة القسطرة القلبية وأجهزة غسيل الكلى كأولوية. وأشار إلى أن مشفى الباسل لأمراض وجراحة القلب يتبع لوزارة الصحة وليس للمديرية، مشيرًا إلى تحديات التجهيزات القديمة في المشفى وضرورة تحديثها. 

وفي مجهود تعاوني، نفذت المديرية بالتعاون مع الهلال الأحمر الإماراتي مبادرة لتركيب شبكات لمرضى القلب في مشفى الباسل باللاذقية. كما أكد التوجه نحو تطوير المشافي في المحافظة وتزويدها بأجهزة حديثة. 

على صعيد آخر، أشار إلى أن أجهزة الطبقي المحوري كانت خارج الخدمة في المشافي العامة لفترة، ولكنها عادت إلى الخدمة بعد تركيب جهازين جديدين في مشفيي جبلة وحمزة نوفل الوطني. وأعلن أن جهاز الرنين دخل الخدمة في مشفى التوليد والأطفال. 

وحول نقص الأدوية المزمنة في المشافي والمراكز الصحية، بيّن "مخلوف" أن توفر الأدوية المزمنة حسب مناقصات الوزارة وتسليمها للمشافي وفقاً للاستجرار المركزي، وفي حال نقص مادة تكون أيضاً مفقودة في السوق وبالصيدليات لعدم إنتاجها من المعمل أساساً، والوضع حالياً أفضل من السابق. 

وأضاف أن كلف التحاليل الطبية باتت كبيرة جداً في المشافي الحكومية فالقيمة المالية كمستهلكات عالية وهناك تحاليل نوعية لا قدرة للمشافي العامة على إجرائها حالياً. 

وأكد ضرورة الأخذ في الاعتبار الأوضاع الحالية والتحديات التي يواجهها القطاع الصحي، مشيرًا إلى الضغط الكبير الذي يعترض المشافي الحكومية، وذكر أن هذا العام هو أفضل من العام الماضي بالنسبة للقطاع الصحي برغم التحديات الكبيرة.