العملات المشفرة تفرض نفسها مجددًا كأصل مالي معتبر في أوقات الأزمات

شهدت عملة "البيتكوين" منذ بداية العام الجاري 2023 ارتفاعات قياسية تجاوزت الـ 100 ٪، لتستقر عند أعلى مستوى لها في عام ونصف تقريباً، إذ يرجع الخبراء والمحللون ارتفاعاتها المتتالية المسجلة في الأيام الأخيرة إلى تأثيرات تقنية واقتصادية، علاوة على أثر التوترات الجيوسياسية الأخيرة. 

ونجحت العملة المشفرة الأكبر من حيث القيمة السوقية، في كسر حاجز الـ 35 ألف دولار بالأيام الأخيرة، وقد تزامن ذلك مع صعود منافستها الأصغر (عملة إيثريوم) لأعلى مستوى لها في شهرين. 

ويختصر المحللون الأسباب التي أعادت البريق جزئيًا إلى عالم العملات المشفرة فيما يلي: 

أولًا: أسباب تقنية 

يتبنى كبير الاقتصاديين بشركة "ACY"، "نضال الشعار"، وجهة النظر التي ترى أن الارتفاعات التي سجلتها العملات المشفرة إنما هي ناجمة عن "أسباب تقنية" بالدرجة الأولى. 

ويشير في حديثه مع وكالة إعلام عربية شهيرة، إلى أن الارتفاع الحالي مرده الأساسي تقنياً وليس اقتصادياً، بسبب أن شركة "بلاك روك" تقدمت بطلب لفتح صندوق ETF تكون فيه بيتكوين بشكل بيع وشراء فوري. 

هذا التصور الذي لا يزال في طوره التقني وليس الاقتصادي أدى إلى تحسن مزاج المستثمرين تجاه البيتكوين بشكل خاص، بالتالي شاهدنا ارتفاعات وصلت إلى 20 بالمئة خلال الأسبوع الماضي. 

كذلك هيئة الأوراق المالية الأميركية عزفت عن قرار الاستمرار في الدعوى المرفوعة ضد الشركة المصدرة لـ XRB وبالتالي هذا كان مؤشراً على أن هناك نوعاً من القبول بدأ يظهر لدى الهيئة بقبول العملات الرقمية كسلعة أو أداة للتداول. 

وتعد "بلاك روك" و"فيديلتي إنفستمنتس" من بين شركات إدارة الأصول التي تتسابق لتقديم مثل هذه الخدمات والحصول على ترخيص لصندوق تداول فوري لبيتكوين في البورصة بالولايات المتحدة. ويُعتقد البعض بأن هذه الصناديق ستتمكن من جذب تدفقات مالية جديدة إلى العملة المشفرة الأكثر شهرة. 

ثانيًا: أثر التوترات الجيوسياسية 

على الجانب الآخر، يقول المدير التنفيذي في شركة VI Markets"، أحمد معطي، في تصريحات للوكالة نفسها، إن الارتفاعات التي تسجلها العملات المشفرة -بقيادة بيتكوين- تأتي بالتزامن مع التوترات في غزة، موضحاً النقاط التالية: 

  • دائماً ما نرى ارتفاعات في العملات المشفرة في أوقات التوترات المماثلة والأزمات العالمية. 
  • رأينا تلك الارتفاعات في العام 2020 (إبان جائحة كورونا)، وكذلك مع بداية الحرب في أوكرانيا (في 24 فبراير 2022). 
  • نشأة العملات المشفرة أساساً كانت بداية من العام 2008 وفي ظل أزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة الأميركية. 

وبالتالي فإنه من المتعارف عليه أن تلك العملات تشهد ارتفاعات وقت الأزمات، وفق "معطي"، الذي يقول: "لا أستبعد أن تأتي الارتفاعات بسبب التبرعات القادمة لحماس عن طريق حسابات أخرى... صحيح أن إسرائيل أغلقت بعض الحسابات، لكن يمكن لحماس أن تفتح حسابات جديدة بأسماء أفراد وتتدارك الموقف". 

وبالنسبة للعامل الثاني المتسبب في ارتفاع العملات المشفرة، يقول "معطي" إنه يرتبط بتأثير حالة التفاؤل بصندوق استثمار للعملات المشفرة من بلاك روك، موضحاً أنه في حال الموافقة على صناديق استثمار، خاصة في الولايات المتحدة، يعطي ذلك زخماً وتفاؤل في هذا المجال، وبما يدفع بضخ سيولة تتجه لهذه السوق.