الشيكل الإسرائيلي يهوي إلى أدنى مستوى منذ 2015 أمام الدولار
هوى الشيكل الإسرائيلي اليوم إلى 3.98 أمام الدولار وهو أدنى مستوى منذ ديسمبر/كانون الأول 2015 مع تصاعد المخاوف من هجوم بري على قطاع غزة.
وحدد بنك إسرائيل سعر الشيكل مقابل الدولار أمس الأحد، بنحو 3.969 شواكل/دولار، كما تم تحديد سعر الشيكل مقابل اليورو عند 4.187 شواكل/يورو.
وطغت الضغوط السياسية والأمنية التي تواجهها إسرائيل، بسبب الحرب مع قطاع غزة وتصاعد التوتر على الحدود الشمالية مع لبنان، على جهود بنك إسرائيل للحفاظ على سعر صرف مستقر.
والاثنين الماضي، أعلن "بنك إسرائيل" عن برنامج للحفاظ على الشيكل من التقلبات الناجمة عن الحرب القائمة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، عبر بيع ما يصل إلى 30 مليار دولار من العملات الأجنبية في الأسواق المحلية.
وإضافة إلى البرنامج الذي تبلغ قيمته 30 مليار دولار، وحسب الضرورة، سيوفر البنك السيولة للسوق من خلال آليات المبادلة في السوق بما يصل إلى 15 مليار دولار، وفق بيان صدر عنه.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري يواصل الجيش الإسرائيلي شن غارات على غزة؛ ما أدى إلى مقتل 2670 فلسطينيا، وإصابة 9600 آخرين، بحسب وزارة الصحة.
فيما أسفرت العملية التي أطلقتها "حماس" تحت اسم عملية "طوفان الأقصى" عن مقتل أكثر من 1300 إسرائيلي وأصابت 3715 وأسر ما يزيد عن مائة آخرين، وفقا لمصادر رسمية إسرائيلية.
حيث تضرب الهجمات التي تشنها المقاومة الفلسطينية الأمن الغذائي الإسرائيلي في العمق، بعد أن استهدفت بلدات ومستوطنات تمثل السلة الغذائية لدولة الاحتلال، فضلا عن تسبب حالة الهلع التي تسيطر على المجتمع الإسرائيلي واستدعاء الجيش مئات آلاف العاملين للانضمام إلى الحرب في شلل سلاسل التوريد، الأمر الذي يعمق خسائر الاقتصاد.
وباتت الحقول وحظائر الماشية ومصانع تجميع الألبان في المستوطنات والبلدات القريبة من قطاع غزة مهجورة، لتتعرض المحاصيل للتلف والتعفن وتموت الماشية بأعداد كبيرة، وفق مسؤولين في اتحادات زراعية وجمعيات لمربي الماشية ومنتجي الألبان.
وتشعر وزارة الزراعة بالقلق أيضاً لأن العديد من العمال في جميع أنحاء سلسلة التوريد إما جرى استدعاؤهم للخدمة العسكرية أو لم يحضروا إلى العمل، ما يؤثر سلباً على نقل المنتجات الغذائية المختلفة إلى سلاسل المتاجر الكبرى، وفق تقرير لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية.
وبحسب تقرير أصدره المركز العالمي للدراسات التنموية في لندن، فإن خسائر الاقتصاد الإسرائيلي تتجاوز 8 مليارات دولار، وذلك بالنظر لحجم القطاعات الاقتصادية الواسعة التي تضررت بسبب الأحداث الجارية، خاصة قطاع الموانئ، الذي تراجع نشاطه بشكل واضح، مع إغلاق ميناء عسقلان وتشديد الإجراءات على السفن الداخلة إلى ميناء أشدود.
وقد رفع هذا الأمر من كلف التأمين على السفن التي اختار بعضها تغيير مسار رحلاته البحرية بعيداً عن مناطق الخطر.
وإذا ما استمرت المعارك أكثر، فقد تشهد الأسواق المحلية في إسرائيل ارتفاعاً في الأسعار وتراجعاً أكبر في قيمة الشيكل، بحسب التقرير، الذي لفت إلى أن تدخل بنك إسرائيل المركزي حال دون انهيار الشيكل إلى مستويات كانت ستؤدي لخسارة وإفلاس العديد من الشركات، خصوصاً بعد موجات البيع الكبيرة التي شهدتها البورصة الإسرائيلية وتراجع أداء العديد من المصارف.
ويعاني سكان غزة، وهم نحو 2.2 مليون فلسطيني، من أوضاع معيشية متدهورة للغاية، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في 2006.