زيادة الطلب على ذهب التحوط في سوريا خوفًا مما يحمله المجهول 

تخلّى الذهب في سوريا خلال الأيام الماضية عن مجاراته لأسعار الصرف، ليسجل ارتفاعاً بعد انخفاض سعره واستقراره الفترة الماضية، على إثر زيادة كبيرة بالطلب على ذهب التحوط خوفًا من المجهول وتماشيًا مع التوجه العالمي الحالي بالرغبة في التحوط. 

وإذا كنا سنتكلم عن التسعيرة الرسمية، فقد ارتفع سعر غرام الذهب عيار الـ 21 قيراطاً في السوق المحلية في آخر نشرة بمقدار 25 ألف ليرة سورية عن سعر النشرة التي سبقتها. 

وأرجع "غسان جزماتي"، رئيس الجمعية الحرفية للصياغة، في تصريحات صحفية، السبب إلى الأوضاع السياسية العالمية الحاصلة خلال هذه الفترة وبالتالي ارتفاع الأونصة عالمياً، الأمر الذي انعكس تلقائياً على سعر الذهب محلياً ليسجل سجل غرام الذهب عيار الـ 21 سعر مبيع 730 ألف ليرة، وسعر شراء 729 ألف ليرة، بينما سجل الغرام عيار الـ 18 سعر مبيع 625714 ليرة 624714 ليرة سعر شراء، وفق التسعيرة الرسمية. 

أما عن الأسعار بالسوق الحقيقية، فيضاف إلى التسعيرة حوالي 30 ألف ليرة للغرام، يحصل عليها الصاغة كأجور صياغة أو ما شابه تلافيًا للمخالفة. 

 لتفاصيلٍ أكثر شاهد: أسعار الذهب في سوريا 

ولفت "جزماتي" إلى أن الذهب السوري يعتبر من أجود السبائك عالمياً فنسبة التزوير فيه نادرة جدا. 

ونفى رئيس الصاغة ما يشاع عن تحكم التجار بسعر الذهب مؤكداً خضوعه للتسعيرة العالمية، حيث يتم تحديد نشرة تصدر يومياً بالتنسيق مع الأقسام المختصّة بالمصرف المركزي ووزارة المالية. 

وأشار إلى ركود الطلب على شراء الذهب في الفترة التي انخفض فيها سعره، فزبائن الذهب ممن يعتمدونه كوسيلة لادخار المال يراقبون بحذر سعره ففي حال انخفض سعره يقلّ الطلب عليه، في حين شهد الطلب عليه ارتفاع وزيادة خلال اليومين الماضيين عند ارتفاع سعره. 

وهنا يؤكد الصاغة أن سوق الذهب في سوريا بات يعتمد على زبائن محددين يكتنزون الذهب بدلاً من الاحتفاظ بالمال في الوقت الذي تنخفض قيمة الليرة السورية. 

ويلفت أهل الصنعة إلى أن أكثر من 80% من المبيعات عند الصاغة هي ليرات ذهبية، لزبائن محددين اعتادوا على تجميد أموالهم بالذهب لا سيّما بعد كارثة الزلزال وازدياد التخوفات من سياسات الحكومة الاقتصادية المتخبطة وعزوف الكثير منهم عن تجميد الأموال بشراء عقار. 

ولم يخف الصاغة توجه شريحة كبيرة خلال الفترة الحالية لبيع غرامات من الذهب في فترات منتصف الشهر "لترقيع" باقي الشهر وشراء الطعام والحاجيات الأساسية، فكثير من الزبائن يلجؤون لبيع السنسال أو الإسوارة بتجزئتها إلى غرامات وبيع غرام منها كل شهر.