أهم وأغلى من الذهب... اكتشاف كنز بقيمة 1.5 تريليون دولار مخبأ داخل بركان 

أعلنت شركة "Lithium Americas" حديثًا عن اكتشافها منجم ليثيوم، قدّرت حجم احتياطياته ما بين 20 إلى 40 مليون طن متري من الليثيوم تحت بركان عملاق في ولاية نيفادا الأميركية، بالقرب من حدود ولاية أوريغون. 

ويحتوي بركان كالديرا الخامل حالياً على أكثر من ضعف تركيز الليثيوم الموجود في أي طبقة طينية أخرى على مستوى العالم، وفقاً لتقارير "Science Alert". 

وقال الخبراء تعقيبًا على ذلك: "عندما اندلع البركان العملاق القديم قبل حوالي 16 مليون سنة، تدفقت الصهارة السائلة الساخنة عبر شقوق الأرض وأغنت التربة الطينية بالليثيوم. معظم طين كالديرا يسمى سمكتيت المغنيسيوم، وهو مصدر معروف لليثيوم في أماكن أخرى من العالم". 

واعتباراً من عام 2022، تبلغ تكلفة الطن المتري الواحد من كربونات الليثيوم المستخدمة في البطاريات حوالي 37000 دولار، مما يعني أن البركان العملاق يمكن أن يكون موطناً لما يقرب من 1.48 تريليون دولار من هذه المادة. 

وقالت شركة "Lithium Americas" إنها تخطط للمضي قدماً في الحفر بحلول عام 2026 ومواصلة العمل على مدار الأربعين عاماً القادمة، ثم إعادة ملء المنطقة عند الانتهاء. 

تحصل الولايات المتحدة على غالبية احتياجاتها من الليثيوم من الواردات من أستراليا وأميركا الجنوبية في الوقت الحالي، ضمن الخطط التي يتبناها السياسيون والحكومة لتقليل الانبعاثات الكربونية على الرغم من أن تقديرات موقع "Earth.org" تشير إلى أن تعدين الليثيوم يطلق أكثر من 1.3 مليون طن من الكربون كل عام. 

يعرف معدن الليثيوم بـ"الذهب الأبيض" لأهميته البالغة في الصناعات الحديثة من جهة، واحتمالات نفاد المناجم المكتشفة من جهة أخرى، مما يجعل الدول المنتجة لهذا المعدن ذات أهمية كبيرة على غرار الدول النفطية الكبرى. 

كما يؤدي الاهتمام المتزايد بالعربات الكهربائية في القرن الـ21 إلى سطوع نجم الليثيوم، وارتفاع الطلب عليه باعتباره المادة الرئيسية لوحدات تخزين الطاقة للسيارات الكهربائية. 

ويعد الليثيوم مادة رئيسية في الصناعات النووية والعسكرية والفضائية والتكنولوجية، ويستخدم في صناعة الهواتف المحمولة ورقائق الحواسيب العملاقة وإنتاج الطاقة الشمسية. 

أين يوجد الليثيوم؟ 

98 مليون طن هي احتياطات الليثيوم في العالم، بحسب تقرير احتياطات الليثيوم لعام 2023 الصادر عن هيئة المسح الجيولوجي الأميركية. وتوجد أغلب هذه الاحتياطات في أستراليا والبرازيل وتشيلي والأرجنتين والصين والبرتغال والولايات المتحدة. 

ووفقاً للأرقام المذكورة فإن 21 مليون طن من إجمالي الاحتياطات في العالم توجد في بوليفيا، و20 طناً بالأرجنتين، و11 مليون طن في تشيلي، وثمانية ملايين طن في أستراليا، وسبعة ملايين طن بالصين وثلاثة ملايين طن في كل من ألمانيا والكونغو وكندا، كما تمتلك إسبانيا وزيمبابوي والمكسيك والبرازيل والبرتغال والنمسا وكازاخستان وغيرها من الدول مليون طن أو أقل من احتياطات الليثيوم. 

علمًا أن ذلك التقرير لا يحتوي على أرقام رسمية لاحتياطات الليثيوم التي تمتلكها أفغانستان، لكن تقريراً آخر صدر عن الهيئة نفسها عام 2010 أكد أن أفغانستان تمتلك احتياطات الليثيوم. وقارن التقرير احتياطات أفغانستان باحتياطات النفط الموجودة في السعودية، إذ يقول إن كابول تمتلك معادن تقدر قيمتها بنحو تريليون دولار التي تحتاج إلى عدة سنوات وتريليونات الدولارات لاستخراجها.