صناعة الأثاث في سوريا تصبح فريسة للغلاء... أرخص وأسوأ غرفة نوم بـ 7 ملايين
تعاني صناعة الأثاث المنزلي والمفروشات بسوريا من مصاعب جمة، وهي في حالٍ يرثى له، خصوصًا مع هجرة الكثير من الحرفيين بعد عزوف الكثير من المواطنين عن شراء الأثاث والمفروشات بسبب ارتفاع أسعارها.
في هذا الصدد، يوضح "عماد ميلانة"، وهو صاحب ورشة لتصنيع الأثاث المنزلي والموبيليا، أن أرخص غرفة نوم مكونة من تخت وخزانة وبيرو وكومدينتين تصل اليوم تقريباً لحدود 7 ملايين، وهي من الخشب التجاري نوع إم دي إف وهو سيئ جداً.
ذلك في حين أغلى غرفة نوم تصل لـ 100 مليون وتكون من خشب الزان ويتم تلبيسه بقشر الجوز والسنديان، والطلب رغم تدنيه يكون على الغرف تجارية التصنيع بالخشب الرديء ذاته.
وأوضح "ميلانة"، في حديثه لصحيفة "الوطن" المحلية، أن المواد الأولية تستورد من تجار الخشب وبعدها يتم توزيعه في السوق، مبيناً أن أكثر مصادر الاستيراد هما رومانيا وروسيا.
سبب الغلاء الفاحش لأسعار الأثاث في سوريا:
يشرح "ميلانة" سبب ارتفاع الأسعار مقارنة بها قبل الحرب، فقد كان سعر متر الخشب الزان المجفف وهو أفضل أنواع الخشب بـ 30 ألفاً، أما اليوم فأصبح المتر من النوع نفسه 9 ملايين، وسعر متر الخشب العادي 3 ملايين، إضافة لارتفاع أسعار باقي مواد التصنيع وأجور الشحن وتكاليف الاستيراد، إضافة لبدائل الكهرباء.
وعن الإقبال أو الطلب أوضح "ميلانة" أنه جداً ضعيف، ومعظم المواطنين يتجهون لشراء الأثاث المستعمل، كما أنه سابقاً كان الكثير من الناس يغيرون فرش منازلهم كل سنتين تقريباً أما اليوم فالأغلبية يقومون ببخ الأثاث من دون إدخال تعديلات أخرى، هذا إن قاموا ببخه.
أما "أحمد يعقوب" (نجار خشب)، فقد أوضح أن معاناة العمل تكمن في الارتفاع المستمر لجميع المواد الخام المستخدمة في صناعة الأثاث المنزلي، إضافة لحالة الركود في الوقت الذي كنا نستعد فيه للموسم الصيفي، الذي يزداد خلاله الطلب، لكن وضع الكهرباء وارتفاع الأسعار قضيا على الموسم.
أما عن الأسعار، فكشف أن سعر غرفة نوم مؤلفة من سرير وخزانة و(بيرو)، بجودة خفيفة، يتراوح من مليون إلى مليون ونصف المليون ليرة، بينما قبل عدة سنوات فقط كانت تباع بنصف السعر وقبل الحرب كانت تباع بأقل من ربع هذا السعر بكثير، ويزداد السعر كلما أضيفت قطعة أثاث للغرفة، وإن كانت مصنعة من الخشب الزان تبدأ بـ50 مليوناً.
وأوضح أن تكلفة الأبواب الداخلية من دون قشر اليوم مليون ليرة، والملبس مليون ونصف المليون، باب السنديان 3 ملايين، وطقم الكنبايات يبدأ بـ5 ملايين ليرة، لأن سعر الإسفنج أيضاً يرتفع باستمرار، وطاولة خشب ملبس زان مليون ونصف المليون.
صعوبات العمل بمجال صناعة الأثاث في سوريا:
بيّن أمين سر جمعية الحرفيين بدمشق "علاء الكردي"، أن صعوبات العمل اليوم تتجلى إضافة لصعوبة تأمين المواد الأولية من الجمعية، بموضوع الكهرباء الشريان الأهم في عمل الحرفيين وعجزهم عن تغطية تكاليف الخطوط الصناعية، ما دفع الكثير من الحرفيين لترك هذه المهنة لأن ساعة كهرباء واحدة لا تفي بغرض العمل، واليوم 80 بالمئة من الحرفيين أغلقوا منشآتهم.
ذلك إضافة لموضوع الضرائب التي تفرضها وزارة المالية من دون قياسها بحجم العمل وساعاته وهو أمر بحاجة لإعادة تقييم، فسابقاً كانت جباية الضرائب تتم عبر مندوب من المالية ومندوبي مهنة من الجمعية، فيتم تثمين تكاليف العمل وقياس حجم ضريبة كل حرفي، علماً أننا راسلنا الوزارة بكثير من الكتب ولم نتلق أي رد.
ولفت "الكردي" إلى ما يتعرض له الحرفي أثناء نقل مواده الأولية بين المحافظات وإلى المخالفات المفروضة عليه التي تحمله عبئاً إضافياً رغم حيازته هوية حرفية وفواتير مرخصة أصولاً بمنتجات الحرفي، مطالباً الدوائر الحكومية بالتعاقد مع الحرفيين عبر الجمعية في حال حاجتها لمنتجات الحرفيين بدل الاستعانة بالأسواق العادية.