مهنة تأجير الذهب تزدهر بسوريا في ظل غلائه الفاحش... باب رزق للبعض
شاع مؤخرًا أن يلجأ الشباب المقبلون على الزواج في سوريا إلى استئجار الذهب بدلًا عن شرائه؛ بسبب سوء الأحوال الاقتصادية وتراجع قدرتهم المادية وارتفاع أسعار الذهب عمومًا؛ وهكذا فقد انقلبت الهدية الذهبية من العريس إلى عروسه من الشراء إلى الاستئجار.
وبالفعل هذا ما فعلته "رزان" (الفتاة الموظفة) التي طلبت من زميلتها في العمل إعارتها عقد ذهبي وسواراً من أجل ارتدائهما في حفل زفافها؛ لأن خطيبها لم يتمكن من شراء ولا غرام بعد أن تجاوز سعره الـ 565 ألف ل.س.
وأوضحت الفتاة في حديثها لموقع "أثر برس" المحلي، أنه بعد مماطلة وأخذ ورد قبلت صديقتها تأجيرها صيغتها مقابل رهن هويتها الشخصية ومبلغ من المال حتى تكسب حقها.
وتقول صديقتها "مرح" إنها قبلت إعارتها الصيغة مدة ثلاثة أيام بعد حفل الزفاف مقابل ترك هويتها وهوية زوجها وأجرة ارتداء الصيغة ومقدارها 100 ألف ليرة عن 3 أيام.
ولفتت "مرح" إلى أنها وجدت تأجير مجوهراتها باب رزق آخر خصوصاً في ظل عزوف الشباب عن شراء الذهب.
أما "عايدة" فلم يحالفها الحظ بالزواج، إلا أنها تكتنز الذهب وتجمعه (لأيامها السوداء) كما تقول، متابعة في حديثها: "لا أفضّل عادة تأجير الذهب؛ لأنني أخاف من الخداع والسرقة؛ ولكن إن كنت أعرف العروس أو تربطني بها صلة قرابة ربما أقوم بإعارتها قطعة أو قطعتين مقابل رهن الهوية الشخصية وهوية زوجها أيضاً كي لا تهرب".
صاغة وأصحاب محلات يمتهنون تأجير الذهب:
قد لا يكون غريبًا أن ينتشر تأجير أو إعارة الذهب بين الأصدقاء والأقارب، لكن اللافت في الموضوع أن هناك أصحاب محلات مجوهرات أيضاً وصاغة بدأوا يؤجرون الصيغة الموجودة لديهم.
في هذا الصدد، يقول أحد الصاغة الموجودين في دمشق إن مكاسبه من التأجير باتت تفوق مكاسبه من البيع في ظل حالة كساد السوق حالياً وعزوف عدد كبير عن الشراء أو حتى البيع.
ويضيف في حديثه لـ "أثر": "كل قطعة يختلف تأجيرها عن الأخرى حسب الوزن والموديل فكلما ازداد وزن القطعة ارتفع سعر تأجيرها، إذ يبدأ إيجار القطعة من 200 ألف عن كل يوم وكل أسبوع يمر والصيغة مع العرسان يدفعون مليون ليرة".
وأشار الصائغ إلى أن معظم من يستأجرون الصيغة يعيدونها ثاني أو ثالث يوم على الأكثر كي لا يضطرون إلى دفع مبالغ كبيرة.
وتابع موضحًا: "مع دخول موسم الصيف، الذي يعد موسماً للزواج ما تزال حركة الشراء ضعيفة؛ لذلك بادر أصحاب محلات المجوهرات لعرض أطقم ذهبية مميزة في واجهات محلاتهم، مع تضمين لافتة صغيرة كتب عليها التأجير متاح مقابل ضمانات الهوية الشخصية ورهن مبلغ من المال مقابل إعادته بعد مضي المدة المتفق عليها".
أما رئيس جمعية الصاغة غسان جزماتي، فلم يجب فيما إذا كان من المسموح ما يقوم به بعض الصياغ من تأجيرٍ للذهب.
يذكر أن أسعار الذهب شهدت "جنونًا" في الأسواق السورية مع استمرار وتسارع انهيار سعر صرف الليرة، وقد بلغ سعر الغرام من عيار ٢١ حوالي ٦٧٠ ألف ليرة، أي ما يعادل راتب موظف لـ ٧ أشهر تقريبًا.