تنكة زيت الزيتون ترتفع إلى 800 ألف ليرة والجهات المعنية تنفي علاقة التصدير بالأمر 

ارتفع سعر تنكة زيت الزيتون في سوريا خلال الأشهر الماضية بنسبة 100٪، حيث تباع تنكة الزيت اليوم بسعر وصل إلى 800 ألف ليرة، وسعر الليتر في المفرق تجاوز 50 ألف ليرة، وهناك جمود في عمليات البيع بالأسواق. 

وبينت مصادر مطلعة لصحيفة "الوطن" المحلية، أن التجار سعت خلال الموسم لشراء أكبر كمية من زيت الزيتون حين كان سعر التنكة يتراوح بين 225 و210 ألف ليرة من أرض المعاصر. 

أما مديرة مكتب الزيتون في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي المهندسة "عبير جوهر"، فقالت للصحيفة إن إنتاج سورية وصل العام الماضي إلى 125 ألف طن من زيت المائدة، وحاجة البلد للاستهلاك المحلي لا تتجاوز 80 ألف طن، والاستهلاك تراجع بشكل كبير بسبب تراجع الدخل، والكمية المسموح بتصديرها 45 ألف طن زيت تم تصدير 20 ألف طن منها وبآلية مقترحة من عبوات 16 كيلو غراماً وما دون منها حتى اليوم بحسب البيانات التي وردت من الزراعة ووزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية. 

واعتبرت "جوهر" أن فرص تصدير زيت الزيتون تقل كلما طال تخزينه لأن مواصفاته تتراجع وتقل جودته بسبب عدم اتباع الطرق العلمية ومعايير الجودة في تخزينه، لذلك كان المطلوب التخلص من الكميات الفائضة عن حاجة السوق. 

وأوضحت أن زيت الزيتون السوري مطلوب في الأسواق العالمية بسبب المواصفات الخاصة التي يتمتع بها الحسية والكيميائية، وهي غير موجودة في الزيت المنتج في الدول الأخرى. 

وأكدت أن هناك قيمة تصديرية لزيت الزيتون السوري يجب ألا يتم فقدانها من الأسواق العالمية التي تعتاد أن يصل إليها إضافة للسعي إلى عدم خسارة الأسواق أو خسارة المزارع كي يبقى قادراً على العناية بأرضه أكثر، وللحفاظ على مواصفات إنتاج زيت أفضل يجب المحافظة على تصدير الفائض. 

وحول توفر مادة الزيت في الأسواق ادعت "جوهر" أن مادة زيت الزيتون متوفرة والاحتكار القائم من التجار، لأنهم جمعوا الزيت وتحكموا بالسوق، والحكومة وافقت على تصدير فقط الكميات المحددة من الفائض، وعلى ألا تكون من حساب السوق الداخلية، مشيرة إلى أن الأسواق الداخلية تحتاج إلى ضبط وتكثيف الرقابة وملاحقة المحتكرين ووزارة الزراعة غير معنية بالأسعار الداخلية. 

وحول تقديرات الموسم المقبل من الزيتون بينت "جوهر" أن تقديرات الإنتاج الأولية لموسم الزيتون المقبل لم تصدر بشكل رسمي، وفي العادة يتم طلبها في نهاية الشهر السادس بعد الانتهاء من تساقط الحبيبات حتى يتم إعطاء صورة أدق وأوضح للتقديرات، لذلك لم يأتنا من كامل المحافظات. 

وتابعت قائلةً: "لكن كنظرة أولية للتقديرات في الساحل فإن الإنتاج سيكون منخفضاً جداً، والسبب لأن الزيتون يتعرض لمعاومة، والعام الماضي كان الإنتاج غزيراً لذلك هذا العام نعاني الانخفاض في الإنتاج إضافة إلى أن الأصناف الموجودة في الساحل وبشكل خاص في طرطوس شديدة المعاومة وخاصة النوع (الدعيبلي)، وفي المناطق الداخلية في حلب الإنتاج متوسط إلى الجيد، وفي حماة جاء التقدير أقل من العام الماضي وتم الطلب منهم إعادة دراسة التقديرات، وبعض المناطق الجنوبية تتأخر تقديراتها، ومن المتوقع أن يكون لدينا التقدير الأولي في منتصف الشهر السابع". 

هذا وقد ارتفعت أسعار زيت الزيتون عالميا بين ٣٠ إلى ٥٠ بالمئة حسب موقع Fox weather، ويعود ذلك إلى تراجع الإنتاج في إسبانيا بسبب الجفاف الذي ضرب أوروبا وأدى إلى رفع أسعار الزيتون عالمياً خلال أقل من عام بنسبة ٤٣ بالمئة. 

وذكر الموقع أن سورية وتركيا كانتا من المناطق التي يمكن أن تكون البديل لسد النقص عالمياً، إلا أن المؤشرات هذا العام تشير إلى قلة الإنتاج بشكل ملحوظ، الأمر الذي سيمنع هذه الدول من تصدير الزيتون.