35 ألف قادم إلى سوريا خلال فترة العيد... عانوا من الكهرباء واستفادت منهم خزينة الدولة
جاء في تقريرٍ حديث لصحيفة "الوطن" المقربة من الحكومة، أن عدد القادمين إلى سورية خلال فترة العيد بدءاً من منتصف الشهر الفائت وصل إلى حوالي 35 ألف قادم معظمهم مغتربون سوريون، وبينهم 9 آلاف عربي، إضافة إلى مئات الأجانب.
وقد اعتبر البعض أن ذلك يفيد بتنشيط الأسواق التجارية، بينما أكد آخرون أن المستفيد الوحيد هو خزينة الدولة.
في التفاصيل، فقد بيّن أمين سر غرفة تجارة دمشق "محمد الحلاق" أنه لم يكن هناك أي أثر واضح لقدوم المغتربين إلى سورية بالنسبة لأسواق الأغذية والألبسة، وقد يكون هناك آثار تظهر في المجمعات السياحية من مطاعم وفنادق في مناطق الاصطياف.
ولفت إلى أن آثار حركة القدوم هذه يجب أن تظهر على الأسواق بعد مرور نحو خمسة أيام من انتهاء عيد الأضحى، أي بدءاً من يوم الخميس القادم لأنه من المفترض أن تكون مخازين المحال التجارية نفدت نتيجة ازدياد الطلب، فيضطر أصحاب هذه المحال إلى ترميم المخزون وشراء مواد لذلك.
وقال إنه على اعتبار أن الاقتصاد دورة متكاملة، بالتالي لا يمكن أن يُلمَس أي أثر بشكل واضح إلا بعد أن تتنشط الأسواق السياحية والخدمات الترفيهية، فعندما يزداد ارتياد المطاعم على سبيل المثال يزداد الطلب على المواد الأولية والغذائية للطهي وتقديم الخدمات وما إلى ذلك.
المغتربون يعانون من الكهرباء:
أكد "الحلاق" أن المشكلة الوحيدة التي واجهت قدوم المغتربين هي مشكلة الكهرباء بالنسبة للأشخاص الذين لم يقيموا في الفنادق خلال فترة إجازتهم، أما ما تبقى من المتطلبات الأخرى فهي متوافرة سواء بالنسبة للرفاهيات أم الغذائيات، وتعد الأسعار مناسبة لهم لكونهم يقيسون الأسعار على القطع الأجنبي الذي يمتلكونه.
وفيما يخص فائدة دخول هؤلاء المغتربين السوريين من ناحية تصريف 100 دولار على الحدود السورية، اعتبر "الحلاق" أن ذلك ينعكس على الخزينة العامة للدولة فقط وليس على الأسواق التجارية، وسيكون له أثر على عملية تمويل المستوردات التي تجريها الحكومة.
فائدة ضئيلة للأسواق:
أشار عضو غرفة تجارة دمشق "ياسر اكريّم"، إلى أن الأسواق تنشّطت بعد قدوم هؤلاء المغتربين والعرب بنسبة تقارب الـ 10 ٪ فقط، معتبراً أن هذه الحركة لا تؤدي إلى تخفيض الأسعار لكون الأمر يرتبط بانخفاض تكاليف الإنتاج والتشغيل فقط.
من جهته، يرى الخبير الاقتصادي والأستاذ الجامعي في كلية الاقتصاد بجامعة حلب الدكتور "حسن حزوري" أن حركة القدوم هذه لها منعكسات إيجابية على المستوى الاقتصادي، من ناحية إيرادات القطع الأجنبي المحصّلة نتيجة تصريف الـ 100 دولار على الحدود، إضافة إلى أن المغترب ينفق قطعاً أجنبياً خلال فترة وجوده سواء بعطلة عيد الأضحى أم ما بعد، لكون إجازته لا تقتصر على أربعة أيام فقط، وإنما قد تمتد أكثر.
وهنا تساءل الخبير: "ولكن كم شخصاً ممن دخلوا بقوا في سورية؟ وكم شخصاً عبر باتجاه لبنان؟ وهناك أمثلة عن أشخاص لم يتحملوا سوء وضع الكهرباء في سورية وارتفاع الأسعار وقرروا قضاء إجازتهم في لبنان، حيث تصل أجرة الشقة المفروشة لليلة واحدة هناك إلى 35 دولار، أما الليلة الواحدة في بعض المنتجعات بسورية فيصل إلى مليون ونصف المليون ليرة، وهذا يؤثر بشكل كبير على حركة السياحة".
واعتبر "حزوري" أن سوء الخدمات في سورية وارتفاع الأسعار أمر لا يشجع على بقاء السيّاح في سورية، لافتاً إلى أنه كان يجب على الحكومة الاستعداد للموسم الصيفي وفترة الأعياد بشكل مختلف لجذب المغتربين من ناحية زيادة ساعات وصل التيار الكهربائي وضبط الأسعار لتكون تشجيعية بالنسبة لهم ومناسبة للأسعار في دول الجوار.