البيضة بـ 1100 ليرة... ارتفاعي جنوني لأسعار البيض بسوريا ومربون يشرحون السبب
فقدت موائد فطور السوريين مؤخرًا نوعًا جديدًا من الحواضر الأساسية وهو البيض، بفعل الارتفاع "الجنوني" في الأسعار الذي لم تعد تنفع معه جميع طرق وأساليب التقشف.
ميزانية خاصة يحتاجها شراء البيض في سوريا:
تعقيبًا على ذلك، تقول "سلمى" (ربة منزل وأم لثلاثة أولاد) لموقع "أثر برس" المحلي: "جميع المواد المغذية ودّعت موائدنا بفعل الغلاء وأصبح الفطور من قريبه من باب تمشاية الحال، فبعد اللبنة والجبنة، أصبح البيض يحتاج إلى ميزانية خاصة".
وبحسبة بسيطة، تشرح أن "سعر البيضة الواحدة 1100 ل.س، ونحن خمسة أشخاص إذا أردنا أن نفطر فقط بيض، ولكل شخص بيضة واحدة، فإننا بحاجة إلى 5500 ل.س".
ذلك علمًا أن مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في اللاذقية أصدرت بتاريخ 5 حزيران الجاري نشرة حددت بموجبها سعر صحن البيـض المكون من 30 بيضة بـ 24 ألف ليرة أي بمعدل 800 ليرة سورية للبيضة الواحدة.
وتستدرك قائلةً: "في معظم الأحيان أشتري البيض من أجل أولادي فقط، لأنه لا يمكن الاستغناء عن البيض واللبنة والجبنة، جميعهم، باعتبار أعمارهم صغيرة وبحاجة للغذاء والكالسيوم".
أما "أبو أمجد" (موظف وأب لعائلة مؤلفة من سبعة أشخاص) فيختصر الحديث بعبارة: "من زمان بطلنا هالعادة"، ويضيف: "منذ أن وصل سعر البيضة إلى 600 ليرة لم أعد أشتريه، لأنه بات بحاجة إلى أكثر من راتب شهري".
وتابع: "هناك بدائل كثيرة من مونة المنزل، كالمكدوس والزيتون، بالإضافة للزعتر، مدللاً بأنه وزوجته وأولاده تخطوا مرحلة النمو وأصبحوا بغنى عن الكالسيوم الذي يعطيه البيض والحليب".
سبب ارتفاع سعر البيض في سوريا:
أكد صاحب أحد المحال التجارية لـ "أثر" أن سعر البيضة يتراوح بين 1100-1200 ل.س، وأن الباعة ليس لهم علاقة برفع الأسعار الذي يتحكم فيه المربون والتجار.
وبيّن أن الإقبال خفيف على شراء البيض بسبب ارتفاع سعره، فأغلب الزبائن يسألون عن السعر ثم يعرضون عن الشراء بعد أن يعربوا عن امتعاضهم لارتفاع الأسعار، وعدم قدرتهم على مجاراتها.
من جهته، يشرح "رامز" أحد مربي الفروج، أنه من الطبيعي أن يرتفع سعر صحن البيـض في ظل عدم حصول المربين على الدعم اللازم، خاصة العلف والمازوت، وتكبدهم خسائر متلاحقة نتيجة شراء المربين للعلف والمازوت بأسعار السوق السوداء. ناهيك عن ارتفاع سعر الأدوية واليد العاملة.
بينما رأى المربي "أبو حسن" أن ارتفاع الأسعار مرده انخفاض الإنتاج، بسبب خروج الكثير من المربين من عملية تربية الدواجن، نتيجة تراكم الخسارات التي لم يعودوا قادرين على تحملها.