مساعي لتخفيض استيراد سوريا من القمح بنسبة 50٪ بعد أرقام مبشرة للإنتاج المحلي

أعلن وزير الزراعة السوري "محمد حسان قطنا"، يوم الاثنين الماضي، أن الحكومة ستستورد في 2023 نصف كمية القمح التي استوردها في العام السابق، مع حديث عن زيادة متوقعة في المحصول المحلي. 

وأوضح "قطنا" في مقابلة مع رويترز أنه: "هذا العام تأخر هطول الأمطار في بداية الموسم قليلا لكن تمت زراعة كامل المساحات المخططة وجاءت الأمطار بتوزع جيد ومروي تقريبا على مدار الموسم الزراعي لذلك كان إنتاج المحصول الشتوي ممتازا جدا ومتفائلين بأنه سيكون أعلى من المخطط بقليل لأن الظروف الجوية كانت مثالية". 

ذلك بعدما أدى عدم انتظام الأمطار في الموسمين الماضيين إلى تقليص محصول القمح في سوريا من نحو 4 ملايين طن سنويا قبل الحرب وهو ما يحقق لها الاكتفاء الذاتي والتصدير إلى البلدان المجاورة. 

وذكر أن "الكميات التي سيتم استيرادها في هذا العام ستعادل خمسين بالمئة مما كانت تستورده سوريا في الأعوام السابقة وبالتالي هذا يعتبر إنجازا جيدا" 

وأضاف: "يعتبر الإنتاج على المستوى الكلي أقل من الاحتياج بقليل لأن بعض المساحات في المنطقة الشمالية لم تزرع وكامل المساحات التي زرعت كان مردودها جيدا". 

وأردف: "طبعا عندما تعود كامل الأراضي العربية السورية إلى ما كانت عليه من الاستقرار عندها سنستطيع أن نعود إلى تطوير إنتاجنا وتحقيق اكتفائنا الذاتي". 

مشكلة سعر القمح في السورية: 

كان رئيس مكتب الشؤون الزراعية في الاتحاد العام للفلاحين "محمد الخليف"، قد أكد في وقت سابق أن الفلاحين في عدد من المحافظات السورية غير راضين عن السعر الذي حددته الحكومة لتسلُّم محصول القمح وهو 2800 ليرة لكل كيلو، موضحاً أن كلفة كيلو القمح للفلاح بحدود 2400 ليرة، موضحا أن أجور الحصادات هذا الموسم ازدادت عن الموسم الماضي بنسبة تقارب 15 في المئة. 

وحول محصول القمح في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة أكد أنه لم يتم تسليم أي حبة قمح، مرجحاً عدم السماح للفلاحين في هذه المناطق بتسليم إنتاجهم كما كان يحصل خلال السنوات الماضية. 

ونفى "الخليف" في تصريحات لصحيفة الوطن المحلية، أن يكون لدى الحكومة رقم ثابت لإنتاج القمح على كامل الأراضي السورية للموسم الحالي، مشيراً إلى أن بعضهم يتوقع أن يكون الإنتاج مليوني طن، وآخرون يتوقعون أن يكون 1.5 مليون طن. 

بدء تسليم محصول القمح... الإنتاج المحلي قد يكفي 60 بالمائة من حاجة البلد: 

ذلك بينما أعلن رئيس مكتب الشؤون الزراعية في الاتحاد العام للفلاحين "محمد الخليف"، أنه تم البدء بتسليم محصول القمح من الفلاحين لمراكز استلام الحبوب منذ الـخامس والعشرين من شهر أيار الفائت، مبيناً أن المحافظات التي بدأت بالتسليم هي ديرالزور والرقة وريف حلب ودرعا.  

ولفت إلى أنه ليس هناك رقم ثابت ودقيق متوقع لإنتاج القمح على كامل الأراضي السورية للموسم الحالي، وهناك تفاوت في التوقعات عن الإنتاج، لكن البعض يتوقع أن يكون الإنتاج مليوني طن وآخرون يتوقعون أن تكون 1.5 مليون طن.  

وفي حال صدقت التوقعات القائلة بأن الإنتاج قد يصل إلى مليوني طن، فذلك يعني أن سوريا ستكون قد أنتجت حوالي 60٪ من حاجتها للقمح، البالغة 3.2 طن سنويًا. 

وكان إنتاج القمح السوري قد تراجع منذ 2011، مما أثار مخاوف بشأن الأمن الغذائي في بلد تقول الأمم المتحدة إن الاحتياجات فيه وصلت إلى مستويات غير مسبوقة. وجاء الغزو الروسي لأوكرانيا ليزيد الصورة قتامة إذ ارتفعت أسعار الأسواق العالمية للقمح منذ بدء الحرب في شباط عام 2022.