رفع دولار الجمارك في سوريا... هكذا ستتأثر الأسعار وتكاليف السلع 

قام مصرف سورية المركزي يوم أمس بتعديل سعر الدولار (الجمركي)، ضمن نشرته الخاصة بالجمارك والطيران، ليصبح 6500 ليرة بدلاً من 4 آلاف ليرة بمعدل زيادة 34 بالمئة. 

وكان المركزي في نشرته (الجمارك والطيران) قبل الأخيرة حدد سعر الدولار 4 آلاف ليرة وحدد المدة الزمنية المعمول بها من 1-15 الشهر الجاري، لكنه مع يوم أمس 9 الشهر الجاري رفع سعر الدولار في النشرة، وهو ما أثار حالة تخوف من موجة ارتفاع أسعار جديدة نكون مقبلين عليها توازياً مع تنفيذ النشرة. 

بوابة جديدة يعبر منها التضخم: 

تعقيبًا على ذلك، يقول الدكتور "أيمن ديوب"، من كلية الاقتصاد، في تصريحه لـصحيفة "الوطن" المحلية، أن تعديل نشرة الدولار (الجمركي) يمثل حلقة تضخم جديدة في دورة الاقتصاد السوري وسيكون لها أثر مباشر على الأسعار. 

ويفسر ذلك بان كلف المستوردات ستكون قد ارتفعت، وبالتالي ارتفعت معها أسعار المواد والسلع المستوردة في السوق المحلية بحيث يكون الارتفاع بالأسعار في حده الأدنى بما يوازي الزيادة في القيمة الجمركية للمواد المستوردة. 

زيادة بدون مبرر مقنع: 

اعتبر "ديوب" أن مبرر الزيادة غير واضح، خاصة أن معظم التوجهات خلال الفترة الماضية كانت عن ضبط حالة التضخم وتحقيق شبه استقرار في سعر الصرف وفي حال كانت الغاية هي فقط تحقيق عائدات للخزينة العامة سنكون أمام حالة تضخم جديدة. 

واستدرك قائلًا: "أما إن كانت الغاية تحقيق عائدات وإعادة استثمارها فيمكن أن يساهم ذلك بتخفيف حالة التضخم المتوقعة". 

الرأي الآخر: 

في الاتجاه المقابل، خفف عضو مجلس الشعب "بلال نعال" من أثر تعديل نشرة الجمارك، لأن هناك حالة من المنافسة والعرض في السوق تساهم في تحقيق حالة توازن في الأسعار وعدم حدوث شطحات سعرية غير حقيقية، بحسب رأيه. 

وأضاف إلى تفسيره وجود حالة التحوط التي يعمل بها معظم العاملين في المجال، لأن الكثير من التجار والمنتجين لديهم نسبة تحوط يعتبرونها عامل أمان للتخفيف من حدة رفع سعر الدولار الجمركي في نشرة المركزي. 

كما توقع أن تساهم حالة الانفتاح المقبلة عليها البلاد مع الدول العربية إضافة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع إيران وروسيا خلال المرحلة المقبلة في دعم النشاط الاقتصادي وجذب الاستثمارات وتحقيق معدلات إنتاج أعلى، وبالتالي كل ذلك يساهم في تحقيق دعم لليرة السورية وتحسين سعر صرفها أمام الدولار وتراجع معدلات التضخم. 

أما على أرض الواقع فقد تسارعت وتيرة تدهور الليرة السورية وبلغ سعر صرف الدولار أكثر من 8900 ليرة لأول مرة في تاريخ التعاملات في سوريا.