بينما يتحدث الجميع عن غلاء اللحوم... وفرة بإنتاج المواد العلفية وسذاجة باستغلالها
أصبح ارتفاع أسعار الدواجن المستمر يوماً بعد يوم، حديث الساعة لدى السوريين، والمبررات لدى مربي الدواجن دائماً جاهزة وتتمحور حول غلاء أسعار الأعلاف في السوق السوداء والمحروقات، بالرغم من أن إنتاج محصول الذرة العام الفائت كان وفيراً، ولاسيما أنه يُعد من أساسيات الأعلاف للدجاج، إلا أن الأسعار في تحليق مستمر.
تعقيبًا على ذلك، كشف المدير العام للمؤسسة العامة للأعلاف "عبد الكريم شباط"، في تصريح لصحيفة "تشرين" الحكومية، عن الفشل في توفير المجففات في الموسم الفائت لحصاد الذرة بالرغم من النجاح المحقق بازدياد كمية إنتاجه مقارنةً مع المواسم الفائتة وحتى مع ما قبل الأزمة.
وقد بلغ إنتاج محصول الذرة في مناطق سيطرة الحكومة، أو ما وصفه "شباط" بالـ "محافظات الآمنة"، حوالي 500 ألف طن، أما في المناطق الأخرى لبعض المحافظات فوصل إلى ما يتجاوز 200 ألف طن، أي بلغ إنتاج سورية 700 ألف طن الموسم الماضي.
هذه الكمية الكبيرة أدت إلى عرض كبير مقابل الطلب حينها، وتالياً انخفاض الأسعار، في حين أنه في مواسم الحرب لم يتجاوز الإنتاج عشرة آلاف طن، أما ما قبل الحرب فكان في أفضل الأحوال يصل إنتاج الذرة إلى 300 ألف طن.
الجدير بالذكر هنا أن الذرة مادة رطبة جداً نظراً لحصادها في فصل الشتاء ما بين 15 تشرين الأول و15 كانون الثاني أي ضمن أجواء ماطرة ورطوبة عالية، وتصل رطوبتها في فصل الشتاء إلى 35٪ و 40٪ ، ولا يمكن تخزينها من دون تجفيف ولا تتحمل أكثر من 24 ساعة ويجب استهلاكها مباشرة من الدواجن أو المعامل أو تجفيفها في المجففات.
ورأى "شباط" أن الحلّ للاستفادة من محصول الذرة طوال العام هو باستثمار المجففات في القطاعين العام والخاص، ولاسيما أنه مربح جداً.
وتوقع توفر عدة مجففات صغيرة الحجم في الموسم القادم في تشرين الأول من العام الجاري والتي تتراوح قدرة استيعابها من آلية إلى أُخرى فبعضها يجفف خمسة أطنان في الساعة أي 60 طناً في اليوم، وبعضها يستوعب عشرين طناً في الساعة أي حوالي 250 طناً في اليوم، أما المجففات بأحجام كبيرة فيمكن أن تسهم في تجفيف آلاف الأطنان في اليوم.
وأوضح أن المجففات المتوفرة في وزارة الزراعة غير كافية ولا يمكنها استيعاب كل المحاصيل من المزارعين، لذلك تم استلام المحصول المجفَّف منه فقط وإن كان بطرق بدائية سواء بنشره على الطرقات أو المحاصيل التي حصدها المزارعون باكراً ونسبة الرطوبة فيها ضئيلة، وحُدد شراء المجفَّف بألفي ليرة مع الدعم من الحكومة وتم شراء 6500 طن فقط من الوزارة.
أما فيما يخص فول الصويا الذي يعد أيضاً جزءاً من خلطة الأعلاف للدواجن ويتم استيراده فقال مدير عام مؤسسة الأعلاف إنّ "البيئة في سوريا تساعد على زراعته أيضاً، لكن يوجد عاملان يقفان عائقاً أمام زراعته وهما عدم انتشار ثقافة زراعته، فمحصول الذرة أصبح لدى الفلاحين خبرة فيه ومعرفة بكيفية تزويد إنتاجه، أما فول الصويا فمن غير المعلوم لديهم بالطرق المثلى لزراعته وإنتاجه بشكل كبير، أما العامِل الآخر فهو عدم توفير المستلزمات الزراعية لهذا المحصول سواء السماد أم غيره".