الانهيار الأخير لليرة السورية وجنون أسعار الذهب... قراءة لما بين السطور 

شهد سعر صرف الليرة السورية، خلال الأيام القليلة الماضية، تدهورًا متسارعًا أمام الدولار والعملات الرئيسية إلى أدنى مستوى في تاريخها على الإطلاق. ليسجل سعر صرف الدولار في أسواق دمشق حوالي 8300 ليرة وفي حلب 8350 للمبيع، بحسب بيانات موقعنا "الليرة اليوم". 

وكان مصرف سورية المركزي قد سعّر خلال نشرته اليومية صرف الليرة السورية أمام الدولار بـ 7500 ليرة واليورو بنحو 8239 ليرة سورية، ليتأثر السوق بحسب مراقبين، ويتراجع سعر الصرف بنحو 200 ليرة مقابل الدولار خلال يوم واحد ونحو 500 ليرة خلال أسبوع. 

العامل الحاسم: 

تعقيبًا على ذلك، لا يرى الاقتصادي السوري "نوار طالب"، أن هناك مستجدات طارئة تستنزف الدولار من السوق، بعد تراجع موجة البرد واستيراد المازوت وحتى القمح والسلع الكمالية. 

ويشير في حديثه لصحيفة "العربي الجديد"، إلى ما وصفه بـ "العامل الحاسم" وهو اعتراف مصرف سورية المركزي بالسعر الحقيقي لليرة، عبر استمرار تراجع تسعيرها، ليكسب "اللهم إن كسب" التحويلات الخارجية، ويخسّر الاقتصاد الكلي ويدفع بالسوريين الذين يتقاضون الليرة إلى مزيد من الفقر والحرمان، بحسب وصف الخبير. 

أكبر مضارب على الليرة السورية: 

يلفت "طالب" أيضًا إلى دور انسحاب مصرف سورية المركزي من حماية الليرة، سواء عبر تدخل مباشر وبيع الدولار عبر شركات الصرافة، أو حتى ملاحقة المضاربين، بل برأيه أن المركزي هو "أكبر المضاربين"، الأمر الذي أفقد السوريين ثقتهم بالليرة، بواقع استمرار تحديد سقوف يومية عبر نشرات المصرف المركزي. 

ويضيف الاقتصادي السوري أن العملة السورية "واقعياً" لا تستند إلى أي داعم استقرار، فإن نظرنا للاحتياطي النقدي والذهب، نراه تبدد بالكامل بعد أن كانت سورية تتفاخر بأكثر من 18 مليار دولار عام 2011. 

ومن اتجاهٍ آخر، إن قارنا حجم الصادرات إلى المستوردات نرى عجزًا هائلاً، وكذلك بالنسبة لجميع مولدات القطع الأجنبي، مما يعني أن ما يحصل حاليًا منطقي للغاية ومتوقع، بحسب الخبير. 

جنون أسعار الذهب في سوريا... أعلى من سعره العادل عالميًا: 

سجل سعر الذهب بالأسواق السورية مؤخرًا، أعلى سعر على الإطلاق، بعد أن ارتفع سعر الغرام من عيار 21 قيراطاً إلى 468 ألف ليرة والغرام من عيار 24 قيراطاً إلى 532 ألف ليرة. 

ويؤكد مراقبون أن ارتفاع أسعار الذهب بسورية أعلى من مستوى ارتفاعه عالمياً، حتى إن تم التقييم بالدولار، لأن الذهب، بواقع حصار الأمن السوري على التعامل بالعملات الأجنبية، بقيّ الملاذ الوحيد أمام المكتنزين وحتى التجار، بواقع فقدان الثقة بالليرة واستمرار تراجع سعرها. 

لكن الإقبال على الذهب، بأدنى حالاته، وهو ما وافقه رئيس جمعية الصاغة بدمشق "غسان جزماتي"، خلال تصريحات قال فيها إن "جمود حركة بيع الذهب، بلغ بنسبة 85% تقريباً". 

وعزا "جزماتي" السبب خلال تصريح سابق لجريدة "تشرين" الحكومية، إلى تريث السوريين بشراء الذهب والعقارات منذ ما بعد الزلزال الذي ضرب سورية في شباط الماضي، حتى تاريخه.