المراعي في سوريا بأفضل حالاتها وانخفاض متوقع لأسعار المنتجات الحيوانية 

اعتبر رئيس مكتب الثروة الحيوانية في اتحاد الفلاحين العام "معين كاسب" أن تحسن الظروف الجوية والهطولات المطرية الأخيرة ستنعكس إيجاباً على تخفيض أسعار منتجات الثروة الحيوانية من ألبان وأجبان وغيرها باستثناء اللحوم التي سترتفع أسعارها. 

وعزا سبب الانخفاض المتوقع في الأسعار إلى أن الأمطار أدت إلى تحسن الغطاء النباتي والمراعي في البادية السورية، والذي تحتاجه الثروة الحيوانية، حيث جاء هذا التحسن في المراعي مبكراً لهذا العام. 

وبيّن أن ذلك يفيد المربين نظراً لكون المراعي مجاناً الأمر الذي يستغني فيه المربي عن الأعلاف التي تشهد أسعارها ارتفاعاً كبيراً. 

أما بالنسبة لارتفاع أسعار اللحوم المتوقع، فأوضح أن الارتفاع المحتمل سيكون نتيجة عزوف المربين عن بيع جزء من القطيع بالنظر إلى توافر هذه المراعي بالمجان ما يجعلهم يلجؤون للاحتفاظ بالقطيع وعدم بيعه. 

وبيّن أنه في الأعوام السابقة ونتيجة قلة المراعي وارتفاع أسعار الأعلاف كان يلجأ المربي إلى بيع جزء من قطيعه لإطعام بقية القطيع، في حين تم هذا العام الاحتفاظ بكامل القطيع إضافة إلى الاحتفاظ بالمواليد الإناث وحتى ذكور الأغنام، وذلك لغرض تربيتها وتسمينها من أجل بيعها في المواسم اللاحقة. 

وأكد أن توفر المراعي واستمراريتها إلى حين موسم حصاد القمح الأمر الذي من شأنه أن يبقي الأغنام في مرحلة انتعاش دائم إضافة إلى الاستفادة من بقايا المحاصيل الأمر الذي يوفر على المربين قيم الأعلاف لمدة زمنية جيدة. 

وبيّن ختامًا أن المواسم الجيدة تتناسب طرداً مع تحقيق حالة إيجابية لمربي الثروة الحيوانية وخاصة الأغنام. 

في سياقٍ متصل، أرجع المهندس الزراعي "غسان عبود"، وفقًا لما نقلت عنه "عنب بلدي" ذلك التحسن إلى تنوع غذاء المواشي بين العلف الجاف والأخضر، ما أسهم بزيادة إنتاج الحليب ومشتقاته وجودة اللحوم. 

وبدأ أثر التحسن بالثروة الحيوانية يظهر على أسعار المواشي التي بدأت ترتفع، وخصوصًا الأغنام، وفق ما قاله عبود. 

وطال ذلك التحسن شمال شرقي سوريا، إذ قال مربي المواشي في ريف القامشلي الغربي "غانم الدريع"، إن أسعار المواشي شهدت ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأسابيع الماضية إثر تفاؤل المربين بتوفر الأعلاف. 

وأضاف أن حصول المواشي على غذاء أخضر وفير، يعني تحسن صحتها وزيادة وزنها وإنتاجيتها من الحليب، ما يؤدي إلى زيادة سعرها. 

وتكررت التحذيرات والشكاوى خلال السنوات الماضية من أثر قلة الأمطار على القطاع الزراعي والثروة الحيوانية في سوريا. 

وكانت الثروة الحيوانية في سوريا تشكّل نحو 40% من إجمالي الإنتاج الزراعي، وأسهمت بتأمين فرص عمل لحوالي 20% من القوى العاملة في المناطق الريفية، بحسب دراسة لمنظمة “IMMAP” الدولية، نُشرت في أيار 2021. 

وبلغت نسبة الأسر الريفية في سوريا التي تعد تربية المواشي المصدر الرئيس للغذاء والدخل لها بمعدل وسطي حوالي 35%.