الصين منكبة على شراء الذهب بدون توقف وللشهر الخامس على التوالي
استمرت الصين بشرائها للذهب وتوسيع احتياطياتها الضخمة للشهر الخامس بدون انقطاع، إذ رفع بنك الشعب الصيني حيازاته من الذهب بنحو 18 طناً في مارس/ آذار، ليبلغ إجمالي الاحتياطي الآن حوالي 2068 طناً، بعد أن زاد بنحو 102 طن خلال الأشهر الأربعة السابقة لمارس.
وكان بنك الشعب الصيني قد بدأ مسار شراء الذهب منذ نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي عندما صدم الأسواق بشرائه 32 طنا في ذلك الشهر، و30 طنا أخرى في ديسمبر/ كانون الأول، وهي عمليات شراء كانت متوقفة بعد آخر سلسلة شراء امتدت لعشرة أشهر وانتهت في سبتمبر 2019.
من جانب آخر أظهر تقرير لمجلس الذهب العالمي أن دول العالم عمومًا تتهافت حاليا لزيادة احتياطاتها من الذهب في ظل المخاطر الجيوسياسية المتزايدة ومعدلات التضخم المرتفعة.
إذ ارتفع طلب البنوك المركزية على الذهب في 2022 للعام الثاني، وكانت تركيا والصين وكازاخستان أكبر المشترين في يناير/ كانون الثاني الماضي.
عمليات الشراء الضخمة هذه للبنوك المركزية التي تمت خلال 2022 رفعت الطلب على الذهب إلى أعلى مستوى له في 11 عامًا، فقد اشترت البنوك المركزية 1136 طنا من الذهب العام الماضي وهي أعلى مستوى في 55 عاماً، مثلت مشتريات الصين منها 5.4 بالمئة.
لماذا تشتري الصين الذهب؟
في الواقع، يمثل توسع الصين في بناء مخزون كبير واستراتيجي من الذهب خطوة ضمن طريقها الطويل لتحقيق الاستراتيجية الخمسية الجديدة التي أعلنت عنها في مايو/ أيار من عام 2020 والتي تركز بصورة أساسية على بناء اقتصاد صيني قوي يعتمد على سياسة "الدورة المزدوجة" وهو ما يعني تعزيز اعتماد بكين على الداخل لتحقيق معدلات نمو اقتصادي مرتفعة، بغض النظر عن المتغيرات الخارجية.
وبشرائها للذهب، تهيئ بكين اقتصادها لأي صدمات وعقوبات اقتصادية خارجية قد تفرض عليها، وتعرض احتياطاتها من العملة الأجنبية وممتلكاتها الخارجية للمصادرة، على غرار الحالة الروسية.