لمن لا يرغب بشراء الذهب... 5 ملاذات آمنة أخرى يمكن أن تكنز فيها أموالك

عادة ما يرمز إلى الملاذات الآمنة بالأدوات المالية التي تزداد قيمتها في أوقات الركود والأزمات، حيث يتم استخدامها للتحوط ضد المخاطر، ويلجأ المستثمرون للملاذات الآمنة في محاولة للحفاظ على مدخراتهم في الأوقات الاقتصادية غير المستقرة.

يصنف الذهب على مر التاريخ في مقدمة الأصول ذات الملاذات الآمنة، وقد شهدت أسعار الذهب ارتفاعات قوية طوال الفترة الماضية، مع زيادة مخاوف انزلاق الاقتصاد العالمي إلى الركود، حيث يزيد الطلب على المعدن الأصفر كأداة رئيسية للتحوط ضد التضخم الذي وصل إلى أعلى مستوياته على الإطلاق، طبقاً لما قاله "رائد الخضر" رئيس قسم أبحاث الأسواق المالية في مجموعة "Equiti ".

ويشرح "الخضر" في تصريحات إعلامية، أن الذهب ليس وحده الملاذ الآمن للاستثمار وقت الأزمات، بل هناك عدد من الملاذات الآمنة التي يزداد الطلب عليها وخصوصاً خلال الركود الاقتصادي منها:

أولًا: السندات الحكومية

منذ وقوع الأزمة المالية في عام 2008، تربعت السندات الحكومية على عرش أهم الملاذات الآمنة التي يلجأ إليها الناس وقت الأزمات، وتكمن مميزات السندات مقارنة بالذهب بأنها توفر عائداً بجانب الحفاظ على قيمتها. على عكس الذهب الذي يحتفظ بقيمته فقط مع اعتباره أصل دون عائد.

وفي الفترة الأخيرة، أعلن بنك "جيه بي مورجان" أن خيار شراء السندات في الوقت الحالي الذي تسيطر عليه مخاوف الركود الاقتصادي قد يكون الأفضل، ولكن البنك يفضل الاستثمار في السندات ذات العوائد المرتفعة، مع تحقيق أكثر استفادة من التقلبات التي تعاني منها الأسواق العالمية في الوقت الحالي.

لكن هذا النوع من الاستثمار لا يناسب الشعوب العربية بالغالب لأنه ينطوي على الفائدة أو الربا.

ثانيًا: الين الياباني

نجح الين الياباني طوال الأعوام الماضية، في اكتساب صفة عملة ذات ملاذ آمن يتم اللجوء إليها وقت الأزمات ومخاوف الركود الاقتصادي مثلما حدث في الأزمة المالية العالمية.

ويُرجع "الخضر" السبب الرئيسي وراء هذا الأمر إلى ارتفاع الفائض التجاري الياباني، بالإضافة إلى أن حجم الأصول الأجنبية التي يمتلكها اليابانيون أعلى بكثير من الأصول اليابانية التي يمتلكها الأجانب. وبالتالي وقت الأزمات تعود تلك الاستثمارات إلى الأسواق المحلية ويزداد الطلب على الين.

بالإضافة إلى أن بنك اليابان غالباً ما يتبع سياسة نقدية توسعية ومستويات فائدة متدنية، وبالتالي يتجه المستثمرون إلى الاقتراض وشراء الأسهم والسندات المحفوفة بالمخاطر، وفي أوقات الأزمات يتم بيع تلك الأصول مرة أخرى واستبدالها بالين الذي يرتفع قيمته وقتها.

ويضيف رئيس قسم أبحاث الأسواق المالية في مجموعة "Equiti ": "ولكن يجب الوضع بعين الاعتبار، أنه على الرغم من اعتبار الين عملة ملاذ آمن، إلا أنها بالمقارنة مع الذهب، فقد نرى ارتفاعات الذهب أقوى وقت المخاوف والتوترات الاقتصادية، فالمعروض من الذهب محدود ويتميز بالندرة، على خلاف العملات التي تكون بيد الحكومات والبنوك المركزية. بالتالي ينجح دائما الذهب في الحفاظ على قيمته كملاذ آمن مقارنة مع الين الياباني".

ثالثًا: أسهم شركات المواد والسلع الاستهلاكية:

تقدم أسهم الشركات التي تعمل في السلع الاستهلاكية خياراً جيداً لأن الناس تبقى بحاجة إلى الكثير من المنتجات اليومية بغض النظر عن وضع الاقتصاد الوطني، ويمكن أن نسميها أسهماً بقطاعات دفاعية أي أنها لا ترتفع كثيراً أثناء فورة الأسواق ولكنها بالمقابل لا تتراجع في أوقات الأزمات وتقدم توزيعات نقدية وعوائد على أسهمها.

رابعًا: قطاع الاتصالات

يعتبر قطاع الاتصالات والخدمات المرتبطة بها سواءً كانت أسهماً أو شركات خاصة قطاعاً ضد الركود، ويمكن الدخول في هكذا قطاع من خلال أسهم الشركات مباشرةً أو صناديق استثمار لآجل قصير ومتوسط وكذلك الاستثمار المباشر من خلال الصناديق الخاصة والاستثمارات العائلية.

خامسًا: قطاع الخدمات الطبية والصحية

قد يكون قطاع الخدمات الطبية والصحية الخيار الأقل مخاطرة، وذلك ينطبق سواءً على الشركات التي تنتج مواداً طبية وصيدلانية، أو الشركات التي تقدم خدمات طبية وإدارة مشافي وكذلك قطاع العيادات الخاصة التي عادة لا تتوقف في أوقات الركود حتى لو تراجع هامش أرباحها.