السعودية منفتحة على إعادة العلاقات مع لبنان ودعم اقتصاده... لكن بشروط
أكد سفير السعودية لدى لبنان "وليد البخاري"، خلال لقائه "سمير جعجع" رئيس حزب "القوات اللبنانية"، في بلدة معراب، أن الاتفاق السعودي الإيراني سينعكس بشكل إيجابي على لبنان.
وصرّح "بخاري" أن "يد المملكة ممدودة كما دائما للتَعاون والتحاور مع دول المنطقة والعالم، في كل ما من شأنه حفظ أمن المنطقة واستقرارها، لذا جهود المملكة المبذولة تهدف إلى تأمين شبكة أمان دولية لمواجهة التحديات والمخاطر، صونا لمبدأ العيش المُشترك ورسالة لبنان في محيطه العربي والدولي"، حسب قناة "الجديد" اللبنانية.
وحذر السفير السعودي، من مغبة عدم إجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان، لافتا إلى أن "الاتفاق السعودي – الإيراني تضمن الرغبة المشتركة لدى الجانبين لحل الخلافات عبر التواصل والحوار بالطرق السلمية والأدوات الدبلوماسية".
ويذكر أنه على رأس القضايا التي تنتظر الحل في لبنان هي مسألة انتخاب رئيس للجمهورية، وهو الأمر الذي لم يتم إنجازه بعد أكثر من أربعة أشهر منذ انتهاء ولاية الرئيس الأسبق "ميشال عون".
وفي حين أن هذه الانتخابات ليست العائق الخطير الوحيد على طريق تعافي لبنان، فمن المرجح أن يسهل نجاحها تخفيف المأزق السياسي العام.
وكما هو الحال اليوم، فإن حكومة تصريف الأعمال برئاسة رئيس الوزراء "نجيب ميقاتي" هي السلطة التنفيذية في البلاد، مع عدم ظهور أي بوادر على انتهاء الفراغ الرئاسي.
ولا تستطيع حكومة ميقاتي حتى الاتفاق على الإجراءات التنفيذية الضرورية بسبب دفع وجذب الأيديولوجيات والمصالح المتنافسة بين بعضها البعض؛ ولا يمكن تشكيل حكومة جديدة لصياغة أجندة الإصلاح الاقتصادي، كما طالب صندوق النقد الدولي، بدون رئيس منتخب حسب الأصول. لذلك، لكي تساعد اتفاقية سعودية إيرانية لبنان حقاً، يجب أن تؤدي إلى تحرك ما في مسألة انتخاب رئيس جديد للبلاد.
شروط الرياض لدعم بيروت:
تشدد الرياض على عنوانين أساسيين لإعادة دعم لبنان ماليا والانخراط في تحفيز اقتصاده: الأول هو التأكيد على أن الأزمة هي بين الشعب اللبناني وحزب الله، على أساس أن مصدر التوتر يتمثل في هيمنة الأخير على الساحة السياسية، أما الثاني فهو ضرورة حصول إصلاحات حقيقية بالتزامن مع حثّ القوى السياسية على مواجهة الحزب الموالي لإيران.
وتقول أوساط سياسية لبنانية إنه "بالنظر إلى تاريخ العلاقات بين السعودية ولبنان، فإن الرياض هي الأكثر قدرة من بين دول الخليج على دعم لبنان ومساعدته في الخروج من أزماته"، لكن هذه الأوساط تشير إلى أن السعودية قد لا تجازف بدعم حكومة يتحكم فيها حزب الله.
وتنتظر السعودية من القادة اللبنانيين الالتزام بتعهداتهم تجاهها، لا الاقتصار على الأقوال كلما احتاج لبنان إلى الدعم المالي والاستثمارات.
ويدعم حزب الله طهران في صراعها الإقليمي على النفوذ مع دول الخليج، ولديه جناح مسلح أقوى من الجيش اللبناني ويدعم حلفاء موالين لإيران في المنطقة، كما تمارس الجماعة وحلفاؤها نفوذا كبيرا على سياسة الدولة اللبنانية.