أونصة الذهب تصل إلى الـ 2000 دولار وتتخطاها في موجة ارتفاع جديدة

بعد أن شهد الذهب ارتفاعات هائلة خلال تعاملات الأسبوع الماضي، واصلت أسعار المعدن الثمين صعودها في بداية أسبوع تسعير الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي، لتتجاوز خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الاثنين، مستويات الـ 2000 دولار للأونصة.

وارتفع الذهب في المعاملات الفورية إلى 2009 دولارًا للأونصة، بعد تراجعه 1%، في وقت سابق من الجلسة. وقفزت العقود الأميركية الآجلة للذهب إلى 2015 دولار.

ويبدو أن انتشار المخاوف من انهيار القطاع المصرفي في الولايات المتحدة كان وراء التقلبات والمخاوف الكبيرة التي انتشرت بالأسواق خلال الأيام القليلة الماضية، والتي ساهمت بقوة في صعود الذهب لمستويات قياسية.

ووافق بنك (يو.بي.إس) أمس الأحد على شراء "كريدي سويس" مقابل 3.23 مليار دولار وتحمل خسائر تصل إلى 5.4 مليار دولار في صفقة مدعومة بضمان سويسري ضخم.

ما الذي يقود الارتفاعات؟

عقب إعلان إفلاس شركة إس في بي (SVB) الشركة الأم لبنك "سيليكون فالي" في الولايات المتحدة وما تبعه من اهتزاز الثقة بعدد آخر من البنوك وعلى رأسها فيرست ريبابليك بنك (First Republic Bank)، وعلى الرغم من جهود عدد كبير من البنوك والمؤسسات المالية في الولايات المتحدة لإنقاذ البنك، إلا أن النظرة طويلة الأمد حول القطاع المصرفي العالمي أصبحت محل شك من قبل المستثمرين.

وأشارت توقعات المحللين إلى أن تتضافر جهود المصارف الكبرى لدعم المصارف المتعثرة قد تزيد من الشكوك حول القطاع بأكمله وبالتالي ارتفاع المخاوف بشكل أكبر خاصة مع توسع التزامات البنوك الكبرى.

وباعتبار أن الذهب ينتعش في أوقات الأزمات، من المتوقع أن يحافظ المعدن الأصفر على الاتجاه العام الصاعد، وسط ترقب لقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة الأمريكية حول سعر الفائدة خلال الأسبوع الحالي، حيث قد يتلقى الذهب مزيدًا من القوة إذا ما ثبت الفيدرالي الفائدة ولم يرفعها بـ 25 نقطة.

الفيدرالي الأمريكي والفائدة:

أدت الزيادات المستمرة في أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى مخاوف من أن ينتهي الأمر بالاقتصاد الأمريكي في ركود عميق.

ويرى المحللون والخبراء أنه "أيًا كانت الطريقة التي يسير بها الفيدرالي الآن يمكن أن تكون نعمة للذهب؛ فإذا انتهى بنك الاحتياطي الفيدرالي من رفع أسعار الفائدة، فيجب أن يكون ذلك صعوديًا للذهب لأنه يضع سقفًا قصير الأجل على الدولار. وإذا ثبت أن التضخم أكثر ثباتًا واضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى استئناف التشديد، فسيؤدي ذلك إلى توجيه ضربة كبيرة للاقتصاد وإطلاق العديد من التدفقات على الذهب كملاذ آمن".