استثمار الطبقة المخملية... تعلم استثمار الساعات الذي يفضله البعض عن الفضة والذهب
ابتداءً من فبراير/ شباط 2022، بلغ متوسط سعر ساعة Rolex أكثر من 13,000 دولار، وهو ما يقرب من 3 أضعاف متوسط عام 2011 البالغ 5000 دولار.
وفي المخطط أدناه نرى بوضوح أن الاستثمار بالساعات الفاخرة كان مدرًا للمال وحافظًا للقيمة أكثر من الذهب والعقارات والأسهم الصناعية!
صناعة الساعات... مجال ضخم واستثمار الطبقة المخملية:
يقول "شين أوغست"، الرئيس التنفيذي لمجموعة أوغست لإدارة الثروات، إن صناعة الساعات شهدت طفرة في عدد المستثمرين الذين يحاولون جني المال من خلال بيع وشراء الساعات، ومعظمها في مزادات عالية المستوى، وأبرز مثال على ذلك هو مزاد "رولكس" لعام 2017، حيث عرض المزاد مجموعة مختارة من 50 ساعة بيعت جميعها إلى حد كبير بأسعار لا تصدق.
بيد أن الاستثمار في هذا القطاع يتوقف على عدة عوامل أهمها ما يلي:
اختيار الماركة المناسبة:
يؤكد "روب بيتروزو"، المؤسس المشارك لسوق رالي (Rally) وهو سوق مالي لبيع وشراء الأسهم؛ أن هناك ثلاث علامات تجارية شهيرة تبيع الساعات الفاخرة للرجال، وهذه الأسماء الثلاثة هي الاستثمار الأمثل الذي سيكون فيه المستثمر العادي أكثر راحة وسيحصل على أكبر فائدة.
وغالبًا أنه يقصد: 1- ساعات ماركة رولكس 2- ساعة باتيك فيليب 3- ماركة اوديمارس بيجيه.
الندرة أمر بالغ الأهمية:
يشدّد "روب" على أهمية عامل الندرة عند شراء الساعات كاستثمار، شأنها في ذلك شأن العديد من استثمارات الأصول القابلة للتحصيل. إذ تعتبر القطع محدودة التشغيل التي تستخدم التركيبات الفريدة والمواد النادرة دائمًا نقطة انطلاق جيدة.
بالنسبة للقطع القديمة والنادرة، فإن قيمتها ترتفع أكثر إذا كان هناك مصدر أو لها قصة ذات مغزى عن الشراء أو الملكية للقطعة، فإن ذلك يساهم دائمًا في القيمة طويلة المدى أيضًا.
وبدوره يؤكد "آدم جولدن"، صاحب ساعات "ميانتا" (Menta Watches) المتخصص في الساعات الفاخرة الجديدة والقديمة على ضرورة التركيز دائمًا على أرقام الإنتاج الخاصة بالنموذج الذي تبحث عنه.
بشكل عام، تميل الساعات المحدودة أو الخارجة من الإنتاج -وبالتالي لا يمكن إنتاجها مرة أخرى ولا بكميات أكبر- إلى الاحتفاظ بقيمتها بشكل أفضل بمرور الوقت.
وتتطلب هذه الخطوة القيام بالبحث والاستقصاء والامتناع عن الشراء الاندفاعي.
يعلق "روب" على الأمر بقوله إن هناك قاعدة عامة في السوق الحالية وهي: إذا كانت الساعة متاحة لأي شخص في الشارع لشرائها من علبة العرض لدى تاجر معتمد، فإنها عادةً لا تكون قطعة جديرة بالاستثمار.
ملاك الساعة القديمين:
لاحظ "روب" أن الساعات الجديرة بالاستثمار كانت على الأغلب مملوكة من قبل المشاهير أو هذه الساعة هي الوحيدة من نوعها. إذ إن هذه القصص هي التي تزيد من قيمة الساعات باهظة الثمن والتي لا يمكن الوصول إليها إلا لعدد قليل، وتتطلب هذه المجموعات في الغالب جيوبا مليئة بالمال من أجل الاستثمار فيها.
ويوضح "روب" أنه لم يعد المستثمرون العاديون يشيرون إلى الساعات من خلال رقم الطراز، ولكن يقولون، هذه "رولكس جون مايور" أو "ريتشارد ميل ورافائيل نادال".
مع وجود المزيد من العلامات التجارية الفاخرة التي يُقبل عليها المشاهير، غالبًا ما يكون وجود جمع مشهور يرتدي هذه الساعة كافيًا لتحريك السعر بشكل كبير.
تمتّع البائع بالموثوقية:
لا بد أن تسأل نفسك أسئلة من قبيل: هل المصدر تاجر / مزاد / زميل موثوق فيه؟ هل يمكن إعادتها إذا لم تصل بالمواصفات المطلوبة؟
يقول "جولدن" إن إقامة علاقة طويلة الأمد مع مصدر موثوق أمر مهم دائمًا وسيمنحك أيضًا إمكانية الوصول إلى الساعات المستقبلية التي قد تكون مهتمًا بها وعادة بسعر أفضل كعميل دائم.
الصبر:
نستنتج من كل ما قيل إن الاستثمار في قطاع الساعات يتطلب صبراً طويلاً، فقد لا تحقق أرباح على مدار أشهر أو حتى سنوات. وإذا أراد شخص ما الاستثمار في القطاع فعليه أن يكون مستعداً لاستثمار الكثير من المال والوقت أيضاً، لكن نجاحك قد يأتي فجأة، ويمكن أن تحقق أرباح طائلة من ساعة واحدة تملكها.
في النهاية، يعتمد ذلك على العلامة التجارية والندرة والحالة. وأيضًا التأكّد من الشراء من مصدر موثوق. رغم أن مسألة الاختيار تخضع للتفضيلات الشخصية والأذواق.