افتتاح أول مصنع للحوم غير الحيوانية بالشرق الأوسط في دبي

تم في دبي، يوم أمسٍ الجمعة، افتتاح أول مصنع لتصنيع اللحوم النباتية بالكامل على مستوى الشرق الأوسط، تحت علامة "ثرايف".

وجرى تجهيز مصنع اللحوم النباتية "ثرايف" لدعم توفير هذه المنتجات وتلبية احتياجات ما يقرب من 30٪ من احتياجات السوق في دول الخليج.

ووفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الإمارات الرسمية "وام"، "يأتي المصنع في إطار إستراتيجية الأمن الغذائي لإمارة دبي الرامية إلى تعزيز الإنتاج المحلي وسلامة الغذاء ونظم التغذية".

ووفقًا للوكالة، فإن "من شأن هذا الافتتاح أن يدعم الإستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051 ويسهم بتعزيز قدرة الدولة على مواكبة متطلبات المستقبل، وتحقيق الأمن الغذائي".

ويعد المصنع ـ الأول من نوعه لتصنيع اللحوم النباتية بالكامل ـ مشروعًا رائدًا ومبتكرًا في المنطقة، حيث سيوفر اللحوم النباتية الصحية والمستدامة، والمصنوعة محليًا بنكهات مختلفة مستوحاة من مطبخ منطقة الشرق الأوسط الصحي والمتنوع.

ونقلت الوكالة، عن "مريم بنت محمد المهيري"، وزيرة التغير المناخي والبيئة قولها "أطلقت دولة الإمارات الإستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي، وأحد أهم أهدافها هو زيادة الإنتاج المحلي من الغذاء وتطوير البنية التحتية لتعزيز كامل سلسلة القيمة الغذائية، وزيادة جاذبية الإمارات للاستثمارات في قطاع الغذاء، وتبني أحدث تقنيات الزراعة الحديثة من أجل تحويل الإمارات إلى مركز عالمي للأمن الغذائي القائم على الابتكار".

وأضافت الوزيرة أنه "مع اقتراب انعقاد مؤتمر الأطراف (COP28) في دولة الإمارات وفي ظل عام الاستدامة، تتخذ دولة الإمارات خطوات ملموسة لمواجهة تداعيات تغير المناخ، وتعزيز التنوع الغذائي ودعم تطوير عمليات الإنتاج الغذائي المستدامة.

وفي هذا الصدد، يعد افتتاح أول مصنع لمجموعة (إفكو) في المنطقة للحوم النباتية بالكامل في دولة الإمارات، خطوة مهمة نحو تعزيز هذه الصناعة وتعزيز التنوع الغذائي والإنتاج المستدام له داخل الدولة"، بحسب تعبيرها.

وباعتباره أول مصنع للحوم النباتية في الشرق الأوسط، يستخدم "ثرايف" تقنيات متقدمة في مجال الغذاء من أجل توفير أغذية صحية مستدامة ومناسبة لأذواق المنطقة وثقافتها، بما يلبي احتياجات المستهلك المحلي.

وبحسب "وام"، تشير التقديرات الصادرة عن مؤسسة الأبحاث العالمية إلى أن قيمة السوق العالمية للحوم النباتية قدرت بنحو 7.9 مليار دولار أمريكي في العام 2022، ومن المتوقع أن تصل إلى 15.7 مليار دولار بحلول العام 2027.

ما هي اللحوم النباتية ولماذا يقبل الناس عليها؟

يشير مصطلح "اللحوم النباتية"، إلى المنتجات المصنوعة من مواد نباتية مصممة لتقليد اللحوم بكل الطرق، بدءاً من الطعم والرائحة إلى الملمس والمظهر، وتستخدم اللحوم النباتية واحدًا أو أكثر من مكونات البروتين البديلة ويمكن أن تأتي في مختلف الأشكال.

ويقبل الشباب العرب عليها غالبًا كمواكبة للتريند ورغبةً في تجربة الجديد، لكنها لا تعد بديلًا فعالًا ومثاليًا عن اللحوم الحيوانية حتى الآن، ناهيك عن العقبات في عملية إنتاجها. أما عن الادعاءات بأنها أكثر صحية أو تفيد في الحميات، فهي مزاعم تفتقر حتى الآن للإثباتات العلمية الكافية.

 أما عن فائدتها للجسم، فقد تمكن فريق بحثي من جامعة "ديوك" الأمريكية، من فحص الكيمياء الحيوية لـ 18 منتجا من اللحوم النباتية، وتقييم مستقلباتها (الناتج الأيضي). حيث قال الباحثون: ”تعتبر المستقلبات ضرورية للإشارة بين الخلايا وتحويل الطعام إلى طاقة، ويأتي نحو نصفها من نظامنا الغذائي“.

وعندما قارن الفريق البحثي عينات اللحوم النباتية مع لحم البقر الحيواني المفروم الذي يتغذى على الأعشاب، وجدوا اختلافات كبيرة بين النوعين من حيث محتوى المستقلب بما يصل إلى 90٪ في بعض الحالات.

ووجد الباحثون أن لحم البقر يحتوي على 22 ناتجا أيضيا كانت تفتقر إليها بدائل اللحوم (اللحم النباتي)، بما في ذلك العديد من الأحماض الأمينية والفيتامينات، التي لها أدوار مهمة مضادة للالتهابات داخل الجسم، ولاحظ الفريق البحثي أن أحماض أوميغا 3 الدهنية، والجلوكوزامين والكرياتين، تم العثور عليها بكميات أكبر في عينات اللحم البقري الحيواني.