توقف سد تشرين عن العمل وانخفاض الوارد المائي من نهر الفرات لأقل من 40%
كشف رئيس الاتحاد المهني لعمال البناء والإسمنت والسدود "خلف الحنوش"، عن توقف العمل في سد تشرين الواقع على نهر الفرات لمدة أسبوع بسبب نقص واردات مياه نهر الفرات من الجانب التركي والتي انخفضت إلى ما دون 220 م3 في الثانية، من أصل الكمية المتفق عليها والبالغة 500 م3 في الثانية.
وأضاف رئيس الاتحاد المهني في تصريح لصحيفة "الوطن" أن منسوب المياه في سد تشرين وصل إلى ما دون 320 م عن سطح البحر وهو المنسوب الميت للسد الذي لا يمكن معه تشغيل السد فنياً، وذلك بسبب قلة الوارد المائي، علماً أن هناك ست مجموعات في سد تشرين جاهزة للعمل في حال توافر الوارد المائي في نهر الفرات.
وتابع موضحًا: "كما تم توقيف أغلب مجموعات سدي الفرات والبعث، ويتم الآن تشغيل مجموعة واحدة في كل من سدي الفرات والبعث بغية تأمين التصريف اللازم لتأمين مياه الشرب والري بعد سد البعث وللعراق الشقيق بتصريف 180 م3 في الثانية، كذلك يوفر التشغيل الحالي توليد 60 ميغا وهي تستخدم لتشغيل محطات مياه الشرب والضخ للري في محيط نهر الفرات".
تأثير كبير على الأراضي الزراعية:
عن مدى تأثر الأراضي الزراعية التي تروى من الفرات بهذا النقص، أوضح "الحنوش" أن هناك مساحة 430 ألف هكتار تروى من نهر الفرات في جميع المناطق الشرقية ومحيط محافظة حلب وجميعها تروى من نهر الفرات سواء من خلال مشاريع الري الحكومية، أو من خلال عمليات الضخ الخاصة للفلاحين على بحيرات الأسد والبعث، ومن النهر مباشرة.
وتابع موضحًا: "هذه المساحة تحتاج في الحد الأدنى إلى 250 م3 في الثانية لتأمين حاجة المزروعات في تلك المناطق، وهي تشكل كامل الحصة المقررة لسورية من نهر الفرات، وفي الوقت الحالي لا يتم تأمين سوى نصف هذه الحاجة من مياه الري".
وتوصل إلى أنه لهذا السبب ستعاني جميع الأراضي الزراعية من عطش شديد في الموسم الحالي، إضافة للنقص الكبير في حاجة أكثر من 7 ملايين مواطن من مياه الشرب في حلب والرقة ودير الزور، بسبب انخفاض المنسوب، وعدم قدرة مضخات السحب على تأمين غمر مائي لعملها.
وأشار رئيس الاتحاد إلى الحاجة لـ 150 ميغا لتشغيل جميع محطات الضخ للري والشرب، موضحاً أنه لا يتم تأمين سوى 40 % منها بسبب عدم تشغيل سد تشرين وتوقف أغلب مجموعات سدي الفرات والبعث. كما أن جميع السدود الموجودة على نهر الفرات بجاهزية تامة ولم تتعرض لأضرار نتيجة الزلزال الأخير.
عاملو السدود في وضع سيء أيضًا:
ما يخص المطالب العمالية للعاملين في السدود الموجودة على نهر الفرات وخاصة موضوع تسديد الرواتب في مواعيدها وتوفير الوجبة الغذائية وإيصال اللباس العمالي للعاملين إلى مكان عملهم، يقول "حنوش": "نقوم بمتابعة القضايا العمالية لعمال مؤسسة سد الفرات من خلال التعاون مع وزارة الموارد المائية فقد تم اعتماد الوجبة الغذائية."
ويضيف: "كذلك ما يخص الرواتب وتأمينها بشكل منتظم، تتم المتابعة والمعالجة من خلال التواصل مع وزير الموارد وحالياً نحن بصدد إيصال مستحقات العاملين من اللباس العمالي إلى مكان عملهم بالتعاون مع وزارة الصناعة وفق المواصفات المطلوبة وتحقيق الهدف المنشود من اللباس العمالي".