دخول سيولة ضخمة على البيتكوين بعد انهيار بنك وادي السيليكون الأمريكي

شهد سوق العملات الرقمية ارتفاعًا كبيرًا ودخول سيولة ضخمة، بعد أن أعلن الاحتياطي الفيدرالي ووزارة الخزانة والمؤسسة الفيدرالية لتأمين الودائع عن خطة لإنقاذ عملاء بنك سيليكون فالي، وصاحب ذلك ارتفاع قوي في شهية المخاطرة وارتفاع عنيف بسوق العملات الرقمية.

وقد ارتفعت عملة بيتكوين بنسبة 10.13 %، وتم تداولها في نطاق بين $21,904.3 وبين $22,542.5 خلال الأربعة وعشرين ساعة الأخيرة.

هذا التحرك نحو الأعلى دفع بيتكوين لتسجل قيمة سوقية أعلى من 431.3 مليار دولار، أو 42.35% من مجمل القيمة السوقية للعملات الرقيمة.

وترتفع العملات الرقمية بعد سقوط مدوي شهدته العملات الأسبوع الماضي إثر سقوط بنك سيلفرجيت المرتبط بقطاع التشفير، وبعده سقوط العملة المستقرة USDC التي تصدرها شركة Circle التي كشفت عن وديعة غير مؤمنة لديها لدى بنك سيليكون فالي بما أضر باحتياطيات الشركة المصدرة للعملة المستقرة وكثف عمليات البيع لديها حتى هبط رأس مالها من 43 مليون إلى39 مليون الآن.

أما بالنظر إلى العملات المستقرة فقد صعدت الـ USDC الآن بـ 1.02% لتقفز من قاع الـ 0.89 دولارًا إلى 0.9548 دولارًا الآن وتصل قيمتها السوقية إلى 39.36 مليار دولار، أما تيثر USDT فتسجل 1.0162 صعودًا بـ 0.59% وتسجل 1.0163 دولارًا وقيمتها السوقية تبلغ 73.20 مليار دولار.

وقد أججت الأزمة التي عصفت بمصرف "سيليكون فالي بنك" (إس في بي) الذي أغلقته السلطات الأميركية، يوم الجمعة، موجةً ذعرٍ واسعة عبر القطاع المصرفي الأمريكي.

وطرح ذلك تساؤلات عن عواقب أكبر إفلاس مصرفي في الولايات المتحدة، منذ الأزمة المالية في عام 2008، وفق ما نقلته وكالة "فرانس برس" وشبكة "إن بي سي" الأميركية.

كيف ولماذا أفلس بنك سيليكون فالي؟

ما حصل أن المصرف لم يعد قادرا على التعامل مع عمليات السحب الهائلة التي قام بها عملاؤه لأموالهم، خصوصا اللاعبون في مجال التكنولوجيا، كما لم تنجح محاولاته لزيادة رأس المال بسرعة.

والسبب هو أن هذا البنك - كمعظم البنوك في أميركا - لا تترك الودائع بمعظمها على شكل سيولة ولكن تشتري بها سندات طويلة الأجل من الخزينة الأمريكية وهذه عادة ليست مشكلة.

لكن المشكلة الحقيقية أن معظم هذه السندات تم شراؤها عندما كانت فائدة السندات طويلة الأمد قليلة جدا في وقت كانت سياسة الفيدرالي الأميركي هو فوائد بنكية قليلة؛ فلو فرضنا أن سندا تم شراؤه لمدة عشر سنين بقيمة مليون دولار بفائدة 1 % سنويا فهذا يعني عمليا أن البنك دفع تسعمئة ألف دولار ثمنا للسند الذي سيقبض سعره مليون دولار بعد عشر سنوات.

والآن وبرفع سعر الفائدة من قبل الفيدرالي وفي ظل حاجة البنك للسيولة بسبب السحب العالي في الفترة الأخيرة اضطر البنك لبيع هذه السندات بشكل عاجل والتي أصبحت قيمتها أقل بعد رفع سعر الفائدة وهذا سبب عجزا، حيث لم تكفي ثمن الأسهم التي طرحها البنك لسد هذا العجز فاضطر إلى الإغلاق.

وهكذا فقد أعلنت السلطات الأميركية، أنها أغلقت مصرف "سيليكون فالي بنك" المقرب من أوساط التكنولوجيا، وأنها عهدت إدارة الودائع إلى المؤسسة الفيدرالية لتأمين الودائع في الولايات المتحدة (FDIC).

وفي نهاية عام 2022، كان لدى البنك أصول بقيمة 209 مليارات دولار وودائع مقدارها 175.4 مليار دولار.

ورغم أنه غير معروف كثيرا للعامة، كان "سيليكون فالي بنك" المصرف الأميركي السادس عشر من حيث حجم الأصول.